responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 310

* وبَرَى : اسمُ مَوْضِع. قال تأَبَّطَ شَرّا :

ولما سَمِعْتُ العُوص تَرْغُو تَنَفَّرَتْ

عَصافِيرُ رَأْسِى من بَرًى فعَوائِنَا[١]

مقلوبه : ي ب ر

* يَبْرِينُ : اسمُ مَوْضِعٍ. وفِيه لُغَتانِ.

يَبْرِينُ فى الرَّفْعِ ، وفى الجَرِّ والنَّصْبِ يَبْرِينَ ، لا يَنْصَرِفُ للتَّعْرِيف والتَّأْنِيثِ.

واللُّغَةُ الأُخْرى : يَبْرُونَ فى الرَّفْعِ ، وفى الجَرِّ والنَّصْبِ يَبْرِينَ ؛ لأَنَ يَبْرُون أَشْبَه فِى بِنْيَتِه « مُسْلِمُون » ، فجَرَى إِعرابِه كإِعْرابِه. ولَيْسَت يَبْرِينُ ـ هذه العلمية ـ مَنْقُولَةً من قَوْلِكَ : هُنَ يَبْرِينَ لِفُلانٍ ، أى : يُعارِضْنَه ، كقَوْلِ أَبِى النَّجْمِ :

*يَبْرِى لَها من أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ* [٢]

ويَدُلُّ على أَنّه ليسَ مَنْقُولاً مِنُه قَوْله فيه : يَبْرُونَ.

وليسَ لَكَ أَنْ تَقُولَ : إِنَ يَبْرِينَ من بَرَيْتُ القَلَمَ ، ويَبْرُونَ من بَرَوْتُه ، ويكون العلَمُ مَنْقُولاً مِنْهما ، فقد حَكَى أَبُو زيْدٍ : بَرَيْتُ القَلَمَ ، وبَرَوْتُه.

ولِهذا نَظائِرُ : كقَنَيْتُ وقَنَوْتُ ، وكَنَيْتُ وكَنَوْتُ ، فيَكُونُ يَبْرُونَ ـ على هذا ـ كيَكْنُونَ ، من قَوْلِكَ : هُنَّ يَكْنُونَ ، ويَبْرِينَ ، كيَكْنِينَ ، من قولِكَ : هُنَّ يَكْنِينَ.

* وإنَّما مَنَعَكُ أن تَحْمِلَ « يَبْرِينَ » ، « يَبْرُونَ » عَلَى بَرَيْتُ وبَرَوْتُ ، أَنَّ العَرَبَ قالَتْ : هذِى يَبْرِينُ ، فلو كانَتْ يَبْرُونَ من بَرَوْتُ لقالُوا : هذِه يَبْرُونَ. ولم يَقُلْهُ أَحدٌ من العَرَبِ. أَلَا تَرَى أَنَّك لو سَمَّيْتَ رَجُلاً بيَغْزُونَ ـ فيمَن جَعَلَ النُّونَ علامَة الجَمْعِ ـ لقُلْتَ : هذا يَغْزُون. فدَلَّ ما ذكَرْناهُ على أَنَّ الياءَ والواوَ فى يَبْرِينَ ، ويَبْرُونَ لَيْسَتا لامَيْنِ. وإنما هُوَ كهَيْئَةِ الجَمْعِ ، كفَلَسْطِينَ وفَلَسْطُونَ ، وإِذا كانَتْ واوَ جَمْعٍ كانَتْ زائدةً ، وبعدَها النُّونُ زائدة أيضًا ، فحُروفُ الاسْمِ على ذلِك ثَلاثَةٌ ، كأَنَّهُ « يَبْرِ » و « يَبْرُ ». وإِذا كانَتْ ثَلاثَةً فالياءُ فيها أَصْلٌ لا زائِدةٌ ؛ لأَنّ الياءَ إِذا طَرَحْتَها من الاسْمِ ، فبَقِىَ منه أَقَلُّ من الثَّلاثةِ لم يُحْكَمْ عليها بالزِّيادَةِ البَتَّةَ ، على ما أحْكَمَه سِيبَوَيْهِ فى باب (علل ما تَجْعَلُه زائدًا من حُرُوفِ الزَّوائد).

ويَدُلُّكَ على أن يَبْرِينَ لَيْسَت للمُضارَعَةِ أَنَّهُم قالُوا : أَبْرِين ، فلو كانَتْ حَرْفَ مُضارَعَةٍ لم يُبْدِلُوا مكانَه غَيْرَه ، ولَمْ نَجِدْ ذلِكَ فى كَلامِهِم البَتَّةَ.


[١] البيت لتأبط شرّا فى ديوانه ص ٢١٤ ؛ ولسان العرب (عوض) ، (عون) ، (برى) ؛ وتاج العروس (عوض) ، (عون).

[٢] الرجز لأبى النجم فى لسان العرب (ذأل) ، (يمن).

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 310
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست