* والاسْمُ مِنْ كُلِّ ذلِك المَرَّةُ. قالَ الأَعْشَى :
أَلا قُلْ لِتَيّا قَبْلَ مَرَّتِها اسْلَمِى
تحِيَّةَ مُشْتاقٍ إِلَيْها مُتَيَّمِ[١]
* وأَمَرَّهُ به : جَعَلَه يَمُرُّه.
* ومارَّه : مَرَّ مَعَه.
* واسْتَمَرَّ الشَّىْءُ : مَضَى عَلَى طَرِيقَةٍ واحِدَةٍ.
* واسْتَمَرَّ بالشَّىْءِ : قَوِىَ عَلَى حَمْلِه.
وقالَ الكِلابِيُّونَ : (بهِ) أَى : مَرَّتْ. ولَم يَعْرِفُوا « فَمَرَّتْ بِهِ ».
* والمَرَّةُ : الفَعْلَةُ الواحِدَةُ ، والجَمْعُ : مَرٌّ ، ومِرارٌ ، ومِرَرٌ ، ومُرُورٌ ، عن أَبِى عَلِىٍّ ، ويُصَدِّقُه قَوْلُ أَبِى ذُؤَيْبٍ :
تَنكَّرْتَ بَعْدِى أَمْ أَصابَكَ حادِثٌ
من الدَّهْرِ أَم مَرَّتْ عَلَيك مُرُورُ[٢]
وذَهَبَ السُّكَّرِىُّ إِلى أَنَّ « مُرُورًا » مَصْدَرٌ. قالَ ابنِ جِنِّى : ولا أُبْعِدُ أَن يكونَ كما ذكَر ، وإِن كانَ قد أَنَّثَ الفِعْلَ. وذلكَ أَنَّ المَصْدَرَ يُفِيدُ الكَثْرَةَ والجِنْسِيَّة.
وقولُه تَعالَى : (سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ) [التوبة : ١٠١]. قِيلَ : يُعَذَّبُونَ بالإيثاقِ والقَتْلِ.
وقِيلَ : بالقَتْلِ ، وعَذابِ القَبْرِ.
وقد تَكُونُ التَّثْنِيَةُ هنا فى مَعْنَى الجَمْعِ ، كقَوْلِه تَعالَى : (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ) [الملك : ٤]. أَى : كَرّاتٍ.
وقولُه تَعالَى : (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا) [القصص : ٥٤].
جاءَ فى التَّفْسِيرِ : أَنَّ هؤلاءِ طائفَةٌ من أَهْلِ الكِتابِ كانُوا يَأْخُذُونَ به ، ويَنْتَهُونَ إِليه ، ويَقِفُونَ عنده ، وكانُوا يَحْكُمُونَ بحُكْمِ اللهِ ، بالكتابِ الَّذِى أُنْزِلَ قبلَ القُرْآنِ. فلمّا بُعِثَ النَّبىُّ صلىاللهعليهوسلم وتَلَا عَلَيْهِم القُرْآنَ ، قالُوا : (آمَنَّا بِهِ) ، أَى : صَدَّقْنا به ، (إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا) [القصص : ٥٣]. وذُكِر أَنَّ النَّبىَّ صلىاللهعليهوسلم كانَ (مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ) ، فلَمْ يُعانِدُوا ، وآمَنُوا ، وصَدَّقُوا ، فأَثْنَى اللهُ تَعالَى عليهم خَيْرًا ، ويُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم بالإيمانِ بالكِتابِ قبلَ مُحمَّدٍ ، وبإيمانهم بمُحَمد صلىاللهعليهوسلم.
* ولَقِيَهُ ذاتَ مَرَّةٍ ، قالَ سِيبَوَيْهِ : لا تُسْتَعْمَلُ ذاتَ مَرَّةٍ إِلّا ظَرْفًا.
[١] البيت للأعشى فى ديوانه ص ١٧٧ ؛ ولسان العرب (مرر) ؛ وتاج العروس (مرر). وفيه : « بمسلمِ » مكان « متيمِ ».
[٢] البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٦٦ ؛ وتاج العروس (مرر).