اسم الکتاب : أسرار العربيّة المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 49
[أوجه المشابهة بين الفعل المضارع والاسم]
ووجه المشابهة
بين هذا الفعل والاسم من خمسة أوجه :
الوجه الأوّل :
أنّه يكون شائعا فيتخصّص [١] ، كما أنّ الاسم / يكون / [٢] شائعا ، فيتخصّص ؛ ألا ترى أنّك تقول : «يقوم» فيصلح
للحال والاستقبال ، فإذا أدخلت عليه السّين ، أو سوف ، اختصّ بالاستقبال ، كما
أنّك تقول : «رجل» فيصلح لجميع الرّجال ، فإذا أدخلت عليه الألف واللّام اختصّ
برجل بعينه؟ فلمّا اختصّ هذا الفعل بعد شياعه ، كما أنّ الاسم اختصّ بعد شياعه ؛
فقد شابهه من هذا الوجه.
الوجه الثّاني
: أنّه تدخل [٣] عليه لام الابتداء ، كما تدخل [٤] على الاسم ، ألا ترى أنّك تقول : إنّ زيدا ليقوم كما
تقول : إنّ زيدا لقائم؟ ولام الابتداء تختصّ بالأسماء ، فلمّا دخلت على هذا الفعل
، دلّ على مشابهة بينهما ؛ والذي يدلّ على ذلك أنّ فعل الأمر ، والفعل الماضي لمّا
بعدا عن شبه الاسم ، لم تدخل هذه اللّام عليهما [٥] ؛ ألا ترى أنّك لو قلت : لأكرم زيدا يا عمرو ، أو إنّ
زيدا لقام ؛ لكان / ذلك / [٦] خلفا من الكلام.
والوجه الثّالث
: أنّ هذا الفعل يشترك فيه الحال والاستقبال ، فأشبه الأسماء المشتركة ؛ كالعين
تنطلق على العين الباصرة ، وعلى عين الماء ، وعلى غير ذلك.
والوجه الرّابع
: أن يكون صفة ، كما يكون الاسم ، كذلك ؛ تقول : مررت برجل يضرب ؛ كما تقول : مررت
برجل ضارب ؛ فقد قام يضرب مقام ضارب.
والوجه الخامس
: / هو / [٧] أنّ الفعل المضارع يجري على اسم الفاعل في حركاته
وسكونه ، ألا ترى أنّ «يضرب» على وزن «ضارب» في حركاته وسكونه ؛ ولهذا يعمل اسم [٨] الفاعل عمل الفعل ؛ فلمّا أشبه الفعل المضارع الاسم من
هذه الأوجه ؛ استحقّ جملة الإعراب الذي هو الرّفع ، والنّصب ، والجزم ؛ ولكلّ واحد
من هذه الأنواع عامل يختصّ به.