اسم الکتاب : أسرار العربيّة المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 220
وتقديره : «فضّ
ختامها وقدحت» ؛ لأنّه يريد بالجونة ههنا : القدر ، وقدحت : أي غرفت ، والمغرفة
يقال لها : المقدحة ، وفضّ ختامها : أي كشف غطاؤها ؛ والغرف إنّما يكون بعد الكشف
؛ هكذا ذكره الثمانينيّ ؛ والأظهر : أنّه أراد بالجونة : الخابية ، وقد ذكرنا ذلك
في كتابنا الموسوم ب «المرتجل في شرح السّبع الطّوال» [١]. والذي يدلّ / أيضا / [٢] على أنّها للجمع دون التّرتيب قولهم : «المال بين زيد
وعمرو» كما يقال : «بينهما» ويقال «اختصم زيد وعمرو» ولو كانت الواو تفيد / فيه / [٣] التّرتيب ؛ لما جاز / ... / [٤] أن تقع ههنا ؛ لأنّ هذا الفعل لا يقع إلّا من اثنين ،
ولا يجوز الاقتصار على أحدهما ؛ فدلّ على أنّها تفيد الجمع دون التّرتيب.
[معاني بقيّة الحروف العاطفة]
فأمّا «الفاء» فإنّها
تفيد التّرتيب والتّعقيب ، و «ثمّ» تفيد التّرتيب والتّراخي ، و «أو» تفيد الشّكّ
والتّخيير والإباحة ، و «لا» تفيد النّفي ، و «بل» تفيد الانتقال من قصّة إلى قصّة
أخرى ، و «لكن» تفيد الاستدراك ، وإنّما تعطف في النّفي دون الإثبات ، بخلاف «بل»
فإنّها تعطف في النّفي والإثبات معا.
[علّة استعمال بل بعد النّفي]
فإن قيل : فلم
جاز أن تستعمل / بل / [٥] بعد النّفي ك «لكن» ولم يجز أن تستعمل «لكن» بعد
الإثبات ك «بل»؟ قيل : لأنّ «بل» إنّما تستعمل في الإيجاب لأجل الغلط والنّسيان
لما قبلها ، وهذا إنّما يقع في الكلام نادرا ، فاقتصروا على حرف واحد ، وأمّا
استعمال «لكن» فإنّما يكون بعد النّفي ؛ فجاز أن تشترك [٦]
عاتق : شراب جيّد
معتّق. الجون : الأسود المشرب حمزة ؛ ومؤنّثه : الجونة ؛ والجونة في البيت : زقّ
الخمرة ، أو القدر ، أو الخابية.
موطن الشّاهد : (قدحت وفضّ ختامها).
وجه الاستشهاد : مجيء «الواو» عاطفة
مفيدة للجمع دون التّرتيب ؛ لأنّ القدح ـ الغرف ـ يكون بعد الفضّ ـ كشف الغطاء ـ ولو
كانت الواو تفيد التّرتيب ؛ لقال : فضّ ختامها ، وقدحت.