اسم الکتاب : أسرار العربيّة المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 219
الباب السّابع والأربعون
باب العطف
[عدد حروف العطف]
إن قال قائل :
كم حروف العطف؟ قيل : تسعة : الواو ، والفاء ، وثم ، وأو ، ولا ، وبل ، ولكن ، وأم
، وحتّى.
[علّة كون الواو أصل حروف العطف]
فإن قيل : فلم [١] كان أصل حروف العطف الواو؟ قيل : لأنّ الواو ، لا تدلّ
على أكثر من الاشتراك فقط ، وأمّا غيرها من الحروف ، فتدلّ [٢] على الاشتراك ، وعلى معنى زائد على ما سنبيّن ، وإذا
كانت هذه الحروف ، تدلّ على زيادة معنى ليس في الواو ، صارت الواو بمنزلة الشّيء
المفرد (والباقي بمنزلة المركّب) [٣] ؛ والمفرد أصل للمركّب.
[الواو تفيد الجمع دون التّرتيب ودليل ذلك]
فإن قيل : فما
الدّليل على أنّ الواو تقتضي الجمع دون التّرتيب؟ قيل :الدّليل على ذلك قوله تعالى
: (وَادْخُلُوا الْبابَ
سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ)[٤] ، وقال في موضع آخر : (وَقُولُوا حِطَّةٌ
وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً)[٥] ولو كانت الواو تقتضي التّرتيب لما جاز أن يتقدّم في
إحدى الآيتين ما يتأخّر في الأخرى. (و) [٦] قال لبيد [٧] : [الكامل]