responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار العربيّة المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 208

الباب الثّالث والأربعون

باب التّوكيد

[فائدة التّوكيد]

إن قال قائل : ما الفائدة في التّوكيد؟ قيل : الفائدة في التّوكيد التّحقيق ، وإزالة التّجوّز في الكلام ؛ لأنّ من كلامهم المجاز ، ألا ترى أنّهم يقولون : «مررت بزيد» وهم يريدون المرور بمنزلة ومحلّه [١] ، و «جاءني القوم» وهم يريدون بعضهم؟ قال الله تعالى : (فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ)[٢] وإنّما كان جبريل وحده ؛ فإذا قلت : «مررت بزيد نفسه» زال هذا المجاز ، وكذلك إذا قلت : «جاءني القوم كلّهم» زال هذا المجاز أيضا ؛ قال الله تعالى (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ)[٣] فزال هذا المجاز الذي كان في قوله : (فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ)[٤] ؛ لوجود التّوكيد / فيه / [٥].

[ضربا التّوكيد]

فإن قيل : فعلى كم ضرب التّوكيد؟ قيل : على ضربين ؛ توكيد بتكرير اللّفظ ، وتوكيد بتكرير المعنى ؛ فأمّا التّوكيد بتكرير اللّفظ ؛ فنحو / قولك / [٦] : «جاءني زيد زيد ، وجاءني رجل رجل» وما أشبه ذلك ، وأمّا التّوكيد بتكرير المعنى ، فيكون بتسعة ألفاظ ؛ وهي «نفسه ، عينه ، كلّه ، أجمع ، أجمعون ، جمعاء ، جمع ، كلا ، كلتا».

[علّة وجوب تقديم بعض ألفاظ التّوكيد على غيرها]

فإن قيل : فلم وجب تقديم «نفسه ، وعينه» على «كلّهم ، وأجمعين»؟


[١] في (س) ومحلّته.

[٢] س : ٣ (آل عمران ، ن : ٣٩ ، مد).

[٣] س : ١٥ (الحجر ، ن : ٣٠ ، مك) ؛ وس : ٣٨ (ص ، ن : ٧٣ ، مك).

[٤] س : ٣ (آل عمران ؛ ن : ٣٩ ، مد).

[٥] سقطت من (س).

[٦] زيادة من (س).

اسم الکتاب : أسرار العربيّة المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست