اسم الکتاب : أسرار العربيّة المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 207
تجعل خزّا صفة لثوب ؛ فلمّا وجدنا قولهم «وجه زيد» لا يجوز أن يكون الثّاني
وصفا للأوّل ؛ علمنا أنّه بمعنى «اللّام» لا بمعنى «من».
[الإضافة غير المحضة وعللها]
فإن قيل : فلم
كانت إضافة [١] اسم الفاعل / إذا / [٢] أريد به الحال أو الاستقبال ، وإضافة الصّفة المشبّهة
باسم الفاعل ، وإضافة «أفعل» إلى ما هو بعض له ، وإضافة الاسم إلى الصّفة ، غير
محضة في هذه المواضع كلّها؟ قيل : أمّا اسم الفاعل ، فإنّما كانت إضافته [٣] غير محضة ؛ لأنّ الأصل في قولك : «مررت برجل ضارب زيد
غدا» / أي / [٤] : «ضارب زيدا» [٥] بتنوين ضارب ، فلمّا كان التّنوين [٦] ـ ههنا ـ مقدّرا ، كانت الإضافة في تقدير الانفصال ؛ ولهذا ؛ أجري صفة [٧] للنّكرة ، وأمّا الصّفة المشبّهة باسم الفاعل ، فإنّما
كانت إضافتها غير محضة ؛ لأنّ التّقدير في قولك : مررت «برجل حسن الوجه : مررت
برجل حسن وجهه» فلمّا كان التّنوين ـ أيضا ـ ههنا مقدّرا ؛ كانت إضافته ـ أيضا ـ غير
محضة ، وأمّا «أفعل» الذي يضاف إلى ما هو بعض له ، فإنّما كانت إضافته غير محضة ؛
لأنّ التّقدير في قولك : «زيد أفضل القوم : زيد أفضل من القوم» فلمّا كانت «من»
ههنا مقدّرة ؛ كانت إضافته غير محضة ، وأمّا إضافة الاسم إلى الصّفة ، فإنّما كانت
غير محضة ؛ لأن التّقدير في قولك : «صلاة الأولى : صلاة السّاعة الأولى» فلمّا كان
الموصوف ـ ههنا ـ مقدّرا ، كانت الإضافة غير محضة (وإذا كانت غير محضة) [٨] لم تفقد التّعريف ، بخلاف ما إذا كانت محضة ؛ نحو : «غلام
زيد» وممّا لم يتعرّف بالإضافة ؛ لأنّ إضافته غير محضة قولهم [٩] : «مررت برجل مثلك وشبهك» ، وما أشبه ذلك ، وإنّما لم
يتعرّف بالإضافة ؛ لأنّها لا تخصّ شيئا بعينه ، فلهذا [١٠] ، وقعت صفة للنّكرة ؛ فاعرفه تصب ، إن شاء الله تعالى.