responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار العربيّة المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 177

وقال الآخر [١] : [الرّجز]

وما عليك أن تقولي كلّما

صلّيت أو سبّحت يا اللهمّا

اردد علينا شيخنا مسلّما

فجمع بين «الميم» و «يا» ، ولو كانت عوضا عنها ، لم يجمع بينهما ؛ لأنّ العوض والمعوّض لا يجتمعان. والصّحيح : ما ذهب إليه البصريّون ، وأمّا قول الكوفيّين : إنّ أصله «يا الله أمّنا بخير» فهو فاسد ؛ لأنّه لو كان الأمر على ما / ذكروا / [٢] وذهبوا إليه ، لما جاز أن يستعمل هذا اللّفظ إلّا في ما يؤدّي إلى [٣] هذا المعنى ، ولا شكّ أنّه يجوز أن يقال : «اللهمّ العنه ، اللهمّ أخزه» وما أشبه ذلك ؛ قال الله تعالى : (وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ)[٤] ، ولو كان الأمر على ما ذهبوا إليه ؛ لكان التّقدير فيه «أمّنا بخير إن كان هذا هو الحقّ من عندك ، فأمطر علينا حجارة من السّماء ، أو ائتنا بعذاب أليم» ولا شكّ أنّ هذا التّقدير ظاهر الفساد ، إذ لا يكون أمّهم بالخير أن يمطر عليهم حجارة من السّماء ، أو يؤتوا بعذاب أليم ؛ وقولهم : إنّه يجوز أن يجمع بين «الميم» و «يا» بدليل ما أنشدوه ، فلا حجّة فيه ؛ لأنّه إنّما جمع بينهما لضرورة الشّعر ، ولم يقع الكلام في حال الضّرورة ، وإنّما سهّل الجمع بينهما للضّرورة ، أنّ العوض في آخر الكلمة ، والجمع بين العوض والمعوّض جائز في ضرورة الشّعر ؛ / كما / [٥] قال الشّاعر [٦] : [الطّويل]

هما نفثا في فيّ من فمويهما

[على النّابح العاوي أشدّ رجام][٧]

فجمع بين «الميم» و «الواو» وهي عوض منها ، فكذلك ههنا ؛ فاعرفه تصب ، إن شاء الله تعالى.


[١] لم ينسب إلى قائل معيّن ؛ والشّاهد فيه كسابقه تماما.

[٢] سقطت من (س).

[٣] في (س) عن.

[٤] س : ٨ (الأنفال : ٣٢ ، مد).

[٥] زيادة من (س).

[٦] الشّاعر هو : الفرزدق ، وقد سبقت ترجمته.

[٧] موطن الشّاهد : (فمويهما).

وجه الاستشهاد : الجمع بين الواو والميم ـ وهي عوض منها ـ لضرورة الشّعر ، كما بيّن المؤلّف في المتن.

اسم الکتاب : أسرار العربيّة المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست