responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 99

و في رواية عنه: «لا تقوم الساعة حتى يجي‌ء الثعلب فيربض على منبر رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) لا ينهنهه أحد» و فيه أيضا عن شريح بن عبيد أنه قرأ كتابا لكعب: «ليغشين أهل المدينة أمر يفزعهم حتى يتركوها و هي مذللة [1]، و حتى يبول السنانير على قطايف الخز ما يروعها شي‌ء، و حتى يخرق الثعالب في أسواقها ما يروعها شي‌ء».

و في الصحيحين حديث «لتتركون المدينة» و لفظ مسلم: «لتتركن المدينة على خير ما كانت مذللة ثمارها لا يغشاها إلا العوافي» يريد عوافي الطير و السباع «و آخر من يحشر منها راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحوشا» و لفظ مسلم «حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرّا على وجوههما» و هو في الموطأ بلفظ: «لتتركن المدينة على أحسن ما كانت حتى يدخل الكلب أو الذئب فيغذى على بعض سواري المسجد».

و رواه ابن شبة و لفظة: «فيغذى على سواري المسجد أو المنبر».

و يغدي- بالغين و الذال المعجمتين- أي يبول عليها دفعة دفعة، يقال: غذت المرأة ولدها بالتشديد، إذا أبالته، و بالتخفيف إذا أطعمته.

و في ابن زبالة- و تبعه ابن النجار- حديث «لا تقوم الساعة حتى يغلب على مسجدي هذا الكلاب و الذئاب و الضباع فيمر الرجل ببابه فيريد أن يصلى فيه فما يقدر عليه».

و في ابن شبة بسند صحيح حديث: «أما و الله لتدعنها مذللة أربعين عاما للعوافي، أ تدرون ما العوافي؟ الطير و السباع» و رواه ابن زبالة بنحوه.

و روى أحمد برجال الصحيح أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم): «صعد أحدا، فأقبل على المدينة و قال:

ويل أمها قرية، يدعها أهلها كأينع ما تكون» الحديث، و في رواية له: «ويل أمك قرية، يدعك أهلك و أنت خير ما تكونين».

و روي أيضا بإسناد حسن حديث للبشير بن راكب في حب وادي المدينة: «فليقولن لقد كان في هذه مرة حاضرة من المؤمنين».

و روى أيضا برجال ثقات حديث: «المدينة يتركها أهلها و هي مرطبة، قالوا: فمن يأكلها؟ قال: السباع و العائف».

الفصل الخامس عشر فيما ذكر من وقوع ما أخبر به (صلّى اللّه عليه و سلم) من خروج أهلها و تركها، و ذكر كائنة الحرة المقتضية لذلك‌

قد اختلف الناس: متى يكون هذا الترك؟ فقال القاضي عياض: إن هذا جرى في‌


[1] مذللة: مسهّلة و ممهدة.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست