responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 80

و قال العلامة أبو العباس بن تيمية: عير جبل عند الميقات يشبه العير، و هو الحمار، و ثور جبل في ناحية أحد، و هو غير جبل ثور الذي بمكة.

و روى بعض شراح المصابيح أن الله تعالى لما كلم موسى (عليه السلام) على الجبل تقطع ست قطع، فصارت ثلاث بمكة: حراء، و ثبير، و ثور، و ثلاث بالمدينة: عير، و ثور، و رضوى، و كأن ثورا سمي باسم فحل البقر لشبهه به، و هو إلى الحمرة أقرب، و قد صح بما قدمناه أن أحدا من الحرم؛ لأن ثورا حده من جهة الشام كما أن عيرا حده من جهة القبلة، و يقوم ذلك على الرواية التي فيها ذكر أحد بدل ثور، لما في ذلك من الزيادة عليها، و أنها من باب ذكر فرد مما شمله ذلك العموم بحكم العموم فلا تخصص، مع إفادتها لإدخال ما حاذى أطراف أحد شرقا و غربا، و ما وقع في الشرحين و الروضة و غيرهما من التحديد بما بين اللابتين و بما بين عير و أحد مبني على ما تقدم من أن الرواية الصحيحة «أحد» لعدم وجود ثور؛ فقد اتضح الحال، و لله الحمد.

الفصل العاشر في أحاديث تقتضي زيادة الحرم على ذلك التحديد، و أنه مقدر ببريد

أعلم أن قوله في حديث مسلم «و جعل اثني عشر ميلا حول المدينة حمى» ظاهر في التحريم لذلك القدر؛ إذ حول المدينة إنما هو حرمها، و حمى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) الذي ليس بحرم لم يكن حول المدينة على ما سيأتي بيانه، و لأن التقي السبكي قال: إن في سنن أبي داود تحديد حرم المدينة ببريد من كل ناحية، قال: و إسناده ليس بالقوي، و الذي رأيته في أبي داود عن عدي بن يزيد «حمى رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) كل ناحية من المدينة بريدا بريدا، لا يخبط شجره، و لا يعضد إلا ما يساق به الجمل» رواه البزار بنحوه، و رواه ابن زبالة بلفظ «حرم رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) شجر المدينة بريدا في بريد منها، و أذن في المسد [1] و المنجدة و متاع الناضح أن يقطع منه» و المنجدة: عصا الناضح‌ [2].

و روى المفضل الجندي عن سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) أنه قال: في قصة العبد الذي وجده يعضد- أو يخبط- عضاها بالعقيق: «سمعت رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يقول: من وجد من يعضد أو يخبط [3] شيئا من عضاه المدينة بريدا في في بريد فله سلبه، فلم أكن لأرد شيئا أعطانيه رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم)».


[1] المسد: الحبل المضفور المحكم الفتل. و- المحور من الحديد تدور عليه البكرة.

[2] المنجدة: (ج) مناجد: عود ينفش به الصوف أو القطن. و- عصا تحث بها الدّابة.

[3] عضد: جزّ و قطع. العضاة: كل شجر له شوك صغر أو كبر. الواحدة: عضاهة.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست