و لعمري إن الاعتناء بذاك و ضبطه و إفادته من مهمّات الدين، و إن النظر فيه مما يزيد في الإيمان و اليقين؛ لما فيه من معرفة معاهد دار الإيمان، و نشر أعلامها المرغمة للشيطان، و تذكر آياتها الواضحة التبيان، و المرجو من الله تعالى أن يكون كتابنا هذا تحفة لمحبّي دار الأبرار، و من سكن بها من الأخيار، و وفد عليها من الوفّاد، و قد بذلت الجهد في تهذيبه و تقريبه، رجاء دعوة تمحو الأوزار [1]، و تقيل العثار، و نظرة قبول من المصطفى المختار، صلى الله عليه و سلّم و على آله الأطهار، و صحابته الأخيار!
و سميته «وفاء الوفا، بأخبار دار المصطفى» صلى الله عليه و سلم، و شرف و عظم!
و رتّبته على أبواب:
أبواب الكتاب
الباب الأول: في أسماء هذه البلدة الشريفة.
الباب الثاني: في فضائلها، و بدء شأنها، و ما يؤول إليه أمرها، و ما يتعلق بذلك، و فيه ستة عشر فصلا: الأول: في تفضيلها على غيرها من البلاد، الثاني: في الحث على الإقامة بها، و الصبر على لأوائها [2] و شدتها، و كونها تنفي الخبث و الذنوب، و وعيد من أرادها و أهلها بسوء أو أحدث بها حدثا أو آوى محدثا، الثالث: في الحديث على حفظ أهلها و إكرامهم، و التحريض على الموت بها، و اتخاذ الأصل، الرابع: في بعض دعائه (صلّى اللّه عليه و سلم) لها و لأهلها، و ما كان بها من الوباء، و دعائه بنقله، الخامس: في عصمتها من الدجال و الطاعون، السادس: في الاستشفاء بترابها و تمرها، السابع: في سرد خصائصها، الثامن:
في صحيح ما ورد في تحريمها، التاسع: في بيان عير و ثور اللذين وقع تحديد الحرم بهما، العاشر: في أحاديث أخر تقتضي زيادة الحرم على ذلك التحديد و أنه مقدر ببريد، الحادي عشر: في بيان ما في هذه الأحاديث من الألفاظ المتعلقة بالتحديد، و من ذهب إلى مقتضاها، الثاني عشر: في حكمة تخصيص هذا المقدار المعين بالتحريم، الثالث عشر: في أحكام هذا الحرم الكريم، الرابع عشر: في بدء شأنها، و ما يؤول إليه أمرها، الخامس عشر: فيما ذكر من وقوع ما ورد من خروج أهلها و تركهم لها، السادس عشر: