اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم الجزء : 1 صفحة : 61
الفرات الرازي عن ثابت بن قيس «أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) عاده و هو مريض فقال: أذهب الباس ربّ الناس [1]، عن ثابت بن قيس بن شماس، ثم أخذ كفا من بطحاء، فجعله في قدح من ماء، ثم أمر فصب عليه» و في الصحيحين حديث «كان رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح قال بإصبعه هكذا، و وضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها، و قال: بسم الله، تربة أرضنا، بريق بعضنا، يشفي سقيمنا، بإذن ربنا» و رواه أبو داود بنحوه، و في رواية «يقول بريقه، ثم قال به في التراب: تربة أرضنا» و روى ابن زبالة «أن رجلا أتى به رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و برجله قرحة، فرفع رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) طرف الحصير، ثم وضع أصبعه التي تلي الإبهام على التراب بعد ما مسها بريقه، و قال: بسم الله، ريق بعضنا، بتربة أرضنا، ليشفي سقيمنا، بإذن ربنا، ثم وضع أصبعه على القرحة، فكأنما حل من عقال» و روى أيضا حديث «تراب أرضنا، شفاء لقرحنا، بإذن ربنا» و أن أم سلمة كانت تنعت من القرحة تراب الضبة.
ما جاء في أن تمرها شفاء
و في مسلم حديث «من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره شيء حتى يمسي» و في الصحيحين حديث «من تصبّح بسبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم و لا سحر» و رواه أحمد برجال الصحيح بلفظ «من أكل سبع تمرات عجوة مما بين لابتي المدينة على الريق لم يضره يومه ذلك شيء حتى يمسي» قال فليح: و أظنه قال «و إن أكلها حين يمسي لم يضره شيء حتى يصبح» و رواه ابن زبالة بلفظ «من تصبح بسبع تمرات من العجوة» لا أعلمه إلا قال «من العالية لم يضره يومئذ سم و لا سحر» و في صحيح مسلم حديث «إن في عجوة العالية شفاء، أو إنها ترياق أول البكرة» و روى أحمد برجال الصحيح حديثا فيه «و اعلموا أن الكمأة دواء العين، و أن العجوة من فاكهة الجنة» و روى النسائي و أبو داود الطيالسي و الطبراني في الثلاثة بسند جيد حديث «الكمأة من المن، و ماؤها شفاء للعين، و العجوة من الجنة، و هي شفاء من السم» و قد صح في سنن أبي داود عن سعد بن أبي وقاص قال «مرضت مرضا، فأتاني رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يعودني، فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي، فقال: إنك رجل مفئود، ائت الحارث بن كلدة أخا ثقيف فإنه رجل يتطبب، فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة، فليجأهن [2] ثم ليلدّك بهن» و رواه الطبراني لكن عن سعد بن أبي رافع.
قوله «فليجأهن» أي فليدقهن، قال عياض: و قال ابن الأثير فليجأهن أي: فليدقهن،
[1] الباس: الشدة، و- العذاب الشديد. و- يضرب لكل شيء يخاف منه الشر.