responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 60

الاستشفاء بتراب صعيب‌

و روى ابن رزين أيضا عن ابن عمر نحوه، إلا أنه قال: «فمد رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يده فأماطه عن وجهه، و قال: أ ما علمت أن عجوة المدينة شفاء من السقم، و غبارها شفاء من الجذام» و رواه ابن زبالة مختصرا عن صيفي بن أبي عامر، و لفظه «و الذي نفسي بيده إن تربتها لمؤمنة، و إنها شفاء من الجذام» و روي أيضا عن أبي سلمة: بلغني أن رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) قال:

«غبار المدينة يطفي الجذام». قلت: و قد رأينا من استشفى بغبارها من الجذام، و كان قد أضرّ به كثيرا؛ فصار يخرج إلى الكومة البيضاء ببطحان بطريق قباء و يتمرغ بها و يتخذ منها في مرقده، فنفعه ذلك جدّا. و روى ابن زبالة و يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي و ابن النجار كلاهما من طريقه «أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) أتى بلحارث، فإذا هم روبى‌ [1]، فقال: ما لكم يا بني الحارث روبى؟ قالوا: أصابتنا يا رسول الله هذه الحمى، قال: فأين أنتم عن صعيب؟

قالوا: يا رسول الله ما نصنع به؟ قال: تأخذون من ترابه فتجعلونه في ماء، ثم يتفل عليه أحدكم و يقول: بسم الله، تراب أرضنا، بريق بعضنا، شفاء لمريضنا، بإذن ربنا، ففعلوا، فتركتهم الحمى» قال ابن النجار عقبه: قال أبو القاسم طاهر بن يحيى العلوي: صعيب:

وادي بطحان دون الماجشونية، و فيه حفرة مما يأخذ الناس منه، و هو اليوم إذا وبأ إنسان أخذ منه. قلت: قد رأيت ذلك في نسخة كتاب يحيى التي رواها ابنه طاهر بن يحيى عنه، و الماجشونية هي الحديقة المعروفة اليوم بالمدشونية، و قال ابن النجار عقبه: و قد رأيت أنا هذه الحفرة اليوم، و الناس يأخذون منها، و ذكروا أنهم قد جربوه فوجدوه صحيحا، قال:

و أخذت أنا منه أيضا. قلت: و هذه الحفرة موجودة اليوم، مشهورة سلفا عن خلف، يأخذ الناس منها و ينقلونه للتداوي، و قد بعثت منها لبعض الأصحاب أخذا مما ذكروه في أخذ نبات الحرم للتداوي، ثم رأيت الزركشي قد قال: ينبغي أن يستثنى من منع نقل تراب الحرم تربة حمزة (رضي الله عنه)؛ لإطباق السلف و الخلف على نقلها للتداوي من الصداع، فقلت عند الوقوف عليه: أين هو من تراب صعيب لما قدمناه فيه؟ بخلاف ما ذكره إذ لا أصل له، و ذكر المجد أن جماعة من العلماء ذكروا أنهم جربوا تراب صعيب للحمى فوجدوه صحيحا، قال: و أنا بنفسي سقيته غلاما لي مريضا من نحو سنة تواظبه الحمى، فانقطعت عنه من يومه، و ذكر المجد أيضا في موضع آخر كيفية الاستشفاء به أنه يجعل في الماء و يغتسل به، و كذا ذكره الجمال المطري عند ذكر صعيب فقال: و فيه حفرة يؤخذ من ترابها و يجعل في الماء و يغتسل به من الحمى. قلت: فينبغي أن يجعل في الماء ثم يتفل عليه، و تقال الرقية الواردة، ثم يجمع بين الشرب و الغسل منه، و يستأنس للغسل بما رويناه عن جزء و أبي مسعود بن‌


[1] روبى: (ج) روبان: من فترت نفسه من نعاس و مرض، فاختلط عقله و رأيه من شدة الإعياء.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست