responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 54

تحويل الوباء من دلائل النبوة

و تحويل الوباء من أعظم المعجزات؛ إذ لا يقدر عليه جميع الأطباء، و في البخاري حديث «رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى نزلت مهيعة، فتأولتها أن وباء المدينة نقل إلى مهيعة» و في الأوسط للطبراني نحوه، و في كتاب ابن زبالة «أصبح رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يوما، فجاءه إنسان كأنه قدم من ناحية طريق مكة، فقال له النبي (صلّى اللّه عليه و سلم): هل لقيت أحدا؟ قال: لا، إلا امرأة سوداء عريانة ثائرة الشعر، فقال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): تلك الحمى، و لن تعود بعد اليوم أبدا» و فيه أيضا حديث: «اللهم حبّب إلينا المدينة، و انقل وباءها إلى مهيعة، و ما بقي منه فاجعله تحت ذنب مشعط» و حديث: «إن كان الوباء في شي‌ء من المدينة فهو في ظل مشعط». قال المجد: هو جبل أو موضع بالمدينة. قلت:

سيأتي عن ابن زبالة في المنازل أن بني حديلة ابتنوا أطمين أحدهما يقال له «مشعط» كان موضعه في غربي مسجد بني حديلة، و في موضعه بيت يقال له بيت أتى نبيه، ثم أورد عقبه الحديث المذكور، فأفاد أنه هو المراد، و فيه أيضا حديث: «أصح المدينة من الحمى ما بين حرّة بني قريظة و العريض» و هو يؤذن ببقاء شي‌ء من الحمى بالمدينة، و أن الذي نقل عنها أصلا و رأسا سلطانها و شدتها و وباؤها و كثرتها بحيث لا يعد ما بقي بالنسبة إليه شيئا، و يحتمل أنها رفعت أولا بالكلية، ثم أعيدت خفيفة لئلا يفوت ثوابها كما أشار إليه الحافظ بن حجر، و يدل له ما روى أحمد برجال الصحيح و أبو يعلى و ابن حبان في صحيحه عن جابر: استأذنت الحمى على رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال: من هذه؟ فقالت: أم ملدم، فأمر بها إلى أهل قباء، فلقوا ما لا يعلمه إلا الله تعالى، فأتوه فشكوا ذلك إليه، فقال: ما شئتم، إن شئتم دعوت الله ليكشفها عنكم، و إن شئتم تكون لكم طهورا، قالوا:

أو تفعل؟ قال: نعم، قالوا: فدعها» و رواه الطبراني بنحوه، و قال فيه: «إن شئتم تركتموها و أسقطت بقية ذنوبكم، قالوا: فدعها يا رسول الله» و روى أحمد و رجاله ثقات حديث:

أتاني جبريل بالحمى و الطاعون فأمسكت الحمى بالمدينة، و أرسلت الطاعون بالشام، فالطاعون شهادة لأمتي و رحمة لهم و رجز على الكفار» و الأقرب أن هذا كان في آخر الأمر بعد نقل الحمى بالكلية، لكن قال الحافظ ابن حجر: لما دخل (صلّى اللّه عليه و سلم) المدينة كان في قلة من أصحابه، فاختار الحمى لقلة الموت بها على الطاعون لما فيها من الأجر الجزيل، و قضيتها إضعاف الأجساد، فلما أمر بالجهاد دعا بنقل الحمى إلى الجحفة، ثم كانوا من حينئذ من فاتته الشهادة بالطاعون ربما حصلت له بالقتل في سبيل الله، و من فاته ذلك حصلت له‌

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست