responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 284

أنهما محل عموديه كانا محكمين بالرصاص فيهما، و قد وقعت في المصلى الشريف مما يلي مؤخره، و تأملت الفرضة التي مما تلي الروضة فوجدتها في محاذاة يميني، فظهر أنها المرادة.

و أما الجزعة فذكر المطري أن هذه الجزعة كانت في المحراب القبلي المقابل للمصلى الشريف، و أنها أزيلت منه، قال: و ما حققه الغزالي عند ذكر المصلى الشريف بقوله: «إذا وقف المصلى في مقام النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) تكون رمانة المنبر حذو منكبه الأيمن و يجعل الجزعة التي في القبلة بين عينيه فيكون واقفا في مصلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) إنما كان قبل حريق المسجد، و قبل أن يجعل هذا اللوح القائم في قبلة مصلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم): أي فإنه صار يحجب عن مشاهدة ما في المحراب القبلي، قال: و إنما جعل بعد حريق المسجد، قال: و كان يحصل بتلك الجزعة فتنة كبيرة و تشويش على من يكون بالروضة الشريفة من المجاورين و غيرهم.

و ذلك أنه كان يجتمع إليها الرجال و النساء، و يقال: هذه خرزة فاطمة بنت رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و كانت عالية لا تنال بالأيدي، فتقف المرأة لصاحبتها حتى ترقى على ظهرها و كتفيها حتى تصل إليها، فربما وقعت المرأة و انكشفت عورتها، و ربما وقعتا معا.

فلما كان سنة إحدى و سبعمائة جاور الصاحب زين الدين أحمد بن محمد المعروف بابن حنا المصري، فرأى ذلك، فاستعظمه و أمر بقلع الجزعة، فقلعت، قال: و هي الآن في حاصل الحرم، ثم توجه إلى مكة في أثناء السنة فرأى أيضا ما يقع من الفتنة عند دخول البيت الحرام، و تعلق الناس بعضهم ببعض، و حمل النساء على أعناق الرجال للاستمساك بالعروة الوثقى في زعمهم، فأمر بقلع ذلك المثال، و زالت تلك البدعة أيضا، و لله الحمد.

قلت: و الظاهر أن هذه الجزعة هي التي ذكرها ابن جبير في رحلته في سنة ثمان و سبعين و خمسمائة لما قدم المدينة، قال: رأيت على المحراب مسمارا مثبتا في جداره فيه شبه حق صغير لا يعرف من أي شي‌ء هو يزعمون أنه كأس كسرى، و شاهدت على رأس المحراب حجرا مربعا أصفر قدر شبر في شبر ظاهر البريق و البصيص، يقال: إنه مرآة كسرى، و الله أعلم بحقيقة ذلك كله، انتهى.

ثم رأيت في العقد لابن عبد ربه- و هو أقدم من ابن جبير- أن على ترس يعني المحراب العثماني فضة ثابتة غليظة في وسطها مرآة مربعة ذكر أنها كانت لعائشة (رضي الله عنها)، ثم فوقه إزار رخام فيه نقوش صفائح ذهب مثمنة فيها جزعة مثل جمجمة الصبي الصغير مسمرة، ثم تحتها إلى الأرض إزار رخام مخلق بالخلوق فيه الوتد الذي كان (صلّى اللّه عليه و سلم) يتوكأ عليه في المحراب الأول، انتهى.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست