responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 283

سنوضحه، و عرض الصندوق المذكور و ما بعده إلى الدرابزين المذكور ذراعان و نصف راجح، و المنبر الذي أدركناه أولا لم يكن بينه و بين الدرابزين القبلي سوى ثلاثة أذرع و نصف راجحة، و مع ذلك فحد المنبر متأخر عن حد مصلى الإمام من جهة القبلة بنحو الذراع، و على ما ذكره المطري- و هو الصواب- يكون متأخرا بأزيد من ذلك، و ذلك فيما يظهر هو القدر الوارد فيما كان بين المنبر و الجدار القبلي، و أوضح من ذلك في الرد عليه أن يحيى نقل في كتابه عن محمد بن يحيى صاحب مالك قال: وجدنا ذرع ما بين مسجد النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) الذي كان بعهده إلى جدار القبلة اليوم الذي فيه المحراب عشرين ذراعا و ربعا، و هذه هي الزيادة التي زيدت بعد النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) انتهى.

قال المراغي: و قد اعتبرته من وجه سترة مصلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى جدار القبلة فكان كذلك، و به يظهر أن المصلى الشريف لم يغير عن مكانه، و أن الصندوق إنما جعل في مكان الجدار الأول، انتهى.

و قد اعتبرت ما ذكره من جدار المسجد القبلي إلى طرف المصلى الشريف المحاذي لطرف صندوق السترة، فكان ذلك إحدى و عشرين ذراعا و نصف و ربع يرجح قيراطا، فإذا أسقط من ذلك عرض الجدار- و هو ذراع و نصف راجح- كان الباقي عشرين ذراعا و ربعا كما ذكره يحيى، و قد علمت أن الصندوق المذكور له أصل قديم هناك، فكيف يكون في موضع المصلى الشريف و لا ينبه عليه أحد؟ بل يذكرون ما يدل على خلافه، بل كيف يمكنون من ذلك، و يحرمون المسلمين التيمن بمكانه؟ هذا مما يكاد العقل يحيله.

و قال النووي في مناسكه ما لفظه: و في إحياء علوم الدين أنه- أي: المصلى- يجعل عود المنبر حذاء منكبه الأيمن، و يستقبل السارية التي إلى جانبها الصندوق، و تكون الدائرة التي في قبلة المسجد بين عينيه، فذلك موقف رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) انتهى.

قلت: و كأن المراد من استقبال السارية المذكورة جعلها عن جهة اليمين كما عليه وضع المصلى اليوم. و قد ذكر ابن زبالة هذه الأسطوانة ثم قال: حدثني إبراهيم بن محمد عن غير واحد منهم خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك قال: إذا عدلت عنها- أي عن الأسطوانة المذكورة- قليلا و جعلت الجزعة التي في المقام بين عينيك و الرمانة التي في المنبر إلى شحمة أذنك قمت في مقام رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و كأن الرمانة المذكورة كانت في أعلى عمود المنبر النبوي، و لذا عبر به في الإحياء.

و سيأتي أنه لما حفر بعد الحريق الثاني لتأسيس المنبر الرخام وجدوا محل المنبر الأصلي شبه حوض من حجر، و في جانبيه من المشرق و المغرب فرضتان منقورتان في الحجر بهما شي‌ء من الرصاص بحيث لا يخفى على من أحاط علما بصفة المنبر النبوي‌

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 283
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست