responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 281

إلى آخره» فهذه الأسطوانة المشار إليها- أعني التي كان النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) يصلي إليها- هي التي عن يمين الواقف في المصلى الشريف من جهة القبلة، و علم أن وضع الصندوق هناك كان من الزمن القديم، لكنه كان صندوق مصحف كما سيأتي، و وصفها بالمخلقة لا يشكل عليك بما اشتهر من وصف أسطوانة المهاجرين- و هي أسطوانة عائشة- بالمخلقة، فالوصف بالمخلقة يطلق على أساطين متعددة كما سنوضحه، و لهذا اشتمل هذا الكلام على وصف كل من هاتين الأسطوانتين بهذا الوصف.

و نقل المرجاني أن في العتبية ما لفظه: أحب مواضع التنفل في مسجد رسول الله مصلاه حيث العمود المخلق، انتهى.

و قال ابن القاسم: أحب مواضع الصلاة في مسجده (صلّى اللّه عليه و سلم) في النفل العمود المخلق، و في الفرض في الصف الأول، قال ابن رشد: في كون العمود المخلق كان قبلة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) أو أقرب إلى قبلته (صلّى اللّه عليه و سلم) قول ابن القاسم و سماعه.

قلت: و هو دال على أن العمود المخلق هو الذي عند المصلى الشريف، و لهذا روى ابن وهب عن مالك أنه سئل عن مسجد رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و قيل له: أي المواضع أحب إليك الصلاة فيه؟ قال: أما النافلة فموضع مصلاه، و أما المكتوبة فأول الصفوف، انتهى. فعبر هنا عن العمود المخلق بمصلاه. و رأيت في جامع العتبية من البيان لابن رشد ما لفظه:

قال مالك: ليس العمود المخلق قبلة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و قبلة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) هو حذو قبلة الإمام، و إنما قدمت القبلة حذو قبلة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) سواء.

قال ابن رشد عقبه: و قد مر في كتاب الصلاة عن ابن القاسم أن مصلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) هو العمود المخلق، خلاف قول مالك هنا، انتهى. و قول مالك: «و إنما قدمت القبلة» يشير به إلى المحراب الذي في جدار القبلة بزيادة عثمان (رضي الله عنه)، و هذا الذي ذكره يكاد أن يكون قطعيا، و ليس مراد ابن القاسم إلا أن العمود المخلق أقرب شي‌ء إلى قبلة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فيعرف به، و لهذا نقل ابن النجار عن مالك ما يقتضى أن الأسطوانة المذكورة علم لمصلّى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)؛ فإنه قال: قال مالك بن أنس: أرسل الحجاج بن يوسف إلى أمهات القرى بمصاحف، فأرسل إلى المدينة بمصحف منها كبير، و كان في صندوق عن يمين الأسطوانة التي عملت علما لمقام النبي (صلّى اللّه عليه و سلم).

و قال ابن زبالة فيما سيأتي عنه: إن الخيزران لما أمرت بأن تخلق المسجد أشار عليهم إبراهيم بن الفضل فزادوا في خلوق أسطوانة التوبة و الأسطوان التي هي علم عند مصلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فخلقوهما حتى بلغوا بهما أسفلهما، و زادوا في الخلوق في أعلاهما، انتهى. و قد توهم جماعة أن المراد من كلام ابن القاسم، و ما نقل عن مالك، الأسطوانة

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 281
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست