اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم الجزء : 1 صفحة : 279
المقدس و الكعبة بين يديه- أي بين الركنين اليمانيين- و حكى ابن عبد البر الاختلاف في صلاته (صلّى اللّه عليه و سلم) بمكة: هل كانت إلى الكعبة، أو بيت المقدس؟ ثم قال: و أحسن من ذلك قول من قال: كان يصلي بمكة مستقبل القبلتين يجعل الكعبة بينه و بين بيت المقدس.
و روى الطبري و غيره عن ابن عباس قال: لما هاجر رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى المدينة و اليهود أكثر أهلها يستقبلون بيت المقدس أمره الله تعالى أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فاستقبلها سبعة عشر شهرا، و كان رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يحب أن يستقبل قبلة إبراهيم، فكان يدعو و ينظر إلى السماء فنزلت، و هو ظاهر في أن استقبال بيت المقدس كان بوحي، لا باجتهاد من النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و أنه إنما وقع بعد الهجرة، لكن أخرج أحمد عن ابن عباس: «كان النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) يصلي بمكة نحو بيت المقدس و الكعبة بين يديه» فيجمع بأنه لما هاجر أمر بأن يستمر على الصلاة لبيت المقدس.
و روى الطبري أيضا من طريق ابن جريح قال: صلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) أول ما صلّى إلى الكعبة، ثم صرف إلى بيت المقدس و هو بمكة، و صلّى ثلاث حجج، و هاجر فصلى إليه بعد قدومه المدينة ستة عشر شهرا، ثم وجّهه الله إلى الكعبة.
كيف حرّرت قبلة مسجد النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)؟
و قال ابن النجار: و صلّى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فيه- أي: في مسجده- إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا، ثم أمر بالتحول إلى الكعبة، فأقام رهطا على زوايا المسجد ليعدل القبلة، فأتاه جبريل (عليه السلام) فقال: يا رسول الله ضع القبلة و أنت تنظر إلى الكعبة، ثم قال بيده هكذا، فأماط كل جبل بينه و بينها، فوضع القبلة و هو ينظر إلى الكعبة لا يحول دون نظره شيء، فلما فرغ قال جبريل (عليه السلام) هكذا، فأعاد الجبال و الشجر و الأشياء على حالها، و صارت قبلته إلى الميزاب.
و أسند يحيى من طريق ابن زبالة و غيره عن الخليل بن عبد الله الأزدي عن رجل من الأنصار أن رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) أقام رهطا على زوايا المسجد ليعدل القبلة، فأتاه جبريل (عليه السلام) فقال: يا رسول الله، ضع القبلة و أنت تنظر إلى الكعبة، ثم قال بيده هكذا، فأماط كل جبل بينه و بين القبلة، فوضع تربيع المسجد و هو ينظر إلى الكعبة لا يحول دون نظره شيء، فلما فرغ قال جبريل (عليه السلام) بيده هكذا، فأعاد الجبال و الشجر و الأشياء على حالها، و صارت قبلته إلى الميزاب.
و عن نافع بن جبير من طرق مرفوعا: ما وضعت قبلة مسجدي هذا حتى رفعت إليّ الكعبة فوضعتها أؤمها.
و عن ابن عجلان قال: وضع رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) قبلة مسجده و جبريل قائم ينظر إلى الكعبة، ثم كشف له ما بينه و بينها.
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم الجزء : 1 صفحة : 279