responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 261

إلا هو أ تعلمون أن رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: أمن يبتاع مربد بني فلان غفر الله له، فابتعته بعشرين ألفا أو خمسة و عشرين ألفا، فأتيت النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فقلت: قد ابتعته، فقال: اجعله في مسجدنا و أجره لك، قالوا: اللهم نعم.

و أخرج خيثمة بن سليمان في فضائل عثمان عن قتادة قال: كانت بقعة إلى جنب المسجد فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلم): من يشتريها و يوسعها في المسجد له مثلها في الجنة، فاشتراها عثمان، فوسعها في المسجد.

و أسند ابن زبالة عن خالد بن معدان قال: خرج رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) على عبد الله بن رواحة و أبي الدرداء و معهما قصبة يذرعان بها المسجد، فقال: ما تصنعان؟ فقالا: أردنا أن نبني مسجد رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) على بنيان الشام، فيقسم ذلك على الأنصار، فقال: هاتياها، فأخذ القصبة منهما، ثم مشى بها حتى أتى الباب، فدحا بها [1]، و قال: كلا، ثمام و خشيبات و ظلة كظلة موسى، و الأمر أقرب من ذلك، قيل: و ما ظلة موسى؟ قال: إذا قام أصاب رأسه السقف.

و روى البيهقي في الدلائل من طريق يعلى بن شداد عن عبادة أن الأنصار جمعوا مالا فأتوا به النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فقالوا: يا رسول الله ابن بهذا المسجد و زينه، إلى متى نصلي تحت هذا الجريد؟ فقال: ما بي رغبة عن أخي موسى، عريش كعريش موسى.

و روى البيهقي أيضا عن الحسن في بيان عريش موسى قال: إذا رفع يده بلغ العريش، يعني السقف.

و عن ابن شهاب: كانت سواري المسجد في عهد رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) جذوعا من جذوع النخل، و كان سقفه جريدا و خوصا ليس على السقف كثير طين، إذا كان المطر امتلأ المسجد طينا، إنما هو كهيئة العريش.

و في الصحيح في ليلة القدر: و إني أريت أني أسجد في ماء و طين، فمن كان اعتكف مع رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) فليرجع، فرجعنا و ما نرى في السماء قزعة [2] فجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد، و كان من جريد النخل، و أقيمت الصلاة، فرأيت رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يسجد في الماء و الطين، حتى رأيت أثر الطين في جبهته.

الفصل الثاني في ذرعه و حدوده التي يتميز بها عن سائر المسجد اليوم‌

اعلم أن الذراع حيث أطلق فالمراد به ذراع الآدمي، و قد قدمنا في تحديد الحرم‌


[1] دحا بها: دفعها و رماها.

[2] القزع: قطع السحاب المتفرقة في السماء.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 261
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست