اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم الجزء : 1 صفحة : 246
عليه ما فيه من مخالفة أهل اللسان في قولهم «لاثنتي عشرة» فإنهم لا يفهمون منها إلا مضي الليالي، و أن ما أرخ بذلك يكون واقعا في الثاني عشر.
قال الحافظ ابن حجر: فالمعتمد قول أبي مخنف أنه في ثاني ربيع الأول، و كأن سبب غلط غيره تغيير ذلك إلى الثاني عشر، و تبع بعضهم بعضا في الوهم.
و غسله (صلّى اللّه عليه و سلم) علي بوصيته، و العباس و ابنه الفضل يعينانه، و قثم و أسامة و شقران يصبون الماء، و كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص و لا عمامة- و سحول: بلدة باليمن- و عن جعفر بن محمد عن أبيه: كفن في ثوبين صحاريين مما يصنع بعمان من كرسف [1] و برد حبرة، و في الإكليل و رواه يحيى عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه):
كفن في سبعة أثواب، و صلّى عليه في حجرته بغير إمام؛ و نقل الأقشهري عن الحسين بن محمد الصدفي أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) صلّى عليه في وسط الروضة من مسجده، ثم حمل إلى بيته و دفن فيه.
قلت: هذا إنما هو معروف في أبي بكر و عمر (رضي الله عنهما)، و في مستدرك الحاكم و مسند البزار بسند ضعيف أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) أوصى أن يصلوا عليه أرسالا بغير إمام، و دفن (صلّى اللّه عليه و سلم) ليلة الأربعاء، و قيل: يومها، و قيل: يوم الثلاثاء بعد أن عرف الموت في أظفاره، و قال قائلون: ندفنه بمسجده، و آخرون بالبقيع، ثم اتفقوا على دفنه ببيته، فحمل بالفراش، و حفر له في موضع الفراش، و روى يحيى عن ابن أبي مليكة أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: ما هلك نبي إلا دفن حيث تقبض روحه، و أوصى رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) في مرضه بإخراج المشركين من جزيرة العرب كما في الصحيح من حديث ابن عباس أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) أمر بذلك، و لفظه: و أمرهم بثلاث، فقال: «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، و أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيرهم» و الثالثة إما سكت عنها، و إما أن قالها فنسيتها. قال سفيان: هذا- أي قوله و الثالثة إلى آخره- من قول سليمان: أي شيخ سفيان، قال الداودي: الثالثة هي الوصية بالقرآن، و قال المهلب: بل هي تجهيز جيش أسامة، و قواه ابن بطال بأن الصحابة لما اختلفوا على أبي بكر في تنفيذ جيش أسامة، قال لهم أبو بكر: إن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) عهد بذلك عند موته.
و قال عياض: يحتمل أن يكون قوله: «لا تتخذوا قبري وثنا» فإنها ثبتت في الموطأ مقرونة بالأمر بإخراج اليهود، و يحتمل أن يكون ما وقع في حديث أنس أنها قوله: