responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 245

وفد غسان، ثم وفد نجران الذين كانت فيهم قصة المباهلة، ثم جاء جبريل يعلم الناس دينهم، ثم غزا رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) تبوكا.

قلت: و هو مخالف لما قدمناه عن ابن إسحاق من كونها في التاسعة، و الله أعلم.

ثم أذن رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) للناس بالحج في حجة الوداع و رجع، ثم مرض في صفر لعشر بقين منه، و توفي (صلّى اللّه عليه و سلم) لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول يوم الإثنين، انتهى ما ذكره رزين عن أبي حاتم.

قلت: و شهر ربيع هذا من الحادية عشرة، و كان ابتداء مرضه في بيت ميمونة، و قيل:

زينب بنت جحش، و قيل: ريحانة، و ذكر الخطابي أن ابتداءه يوم الإثنين، و قيل: السبت، و قيل: الأربعاء، و حكى في الروضة قولين في مدته، فقيل: أربعة عشر، و هو الذي صدّر به، و قيل: ثلاثة عشر، و عليه الأكثر، و قيل: عشرة، و به جزم سليمان التيمي، و مقتضى ما تقدم أن المدة تزيد على عشرين يوما، و لم أر من صرح به، و لا خلاف في أن الوفاة كانت يوم الإثنين، و كونه من ربيع الأول، كاد يكون إجماعا، لكن في حديث ابن مسعود عند البزار: في حادي عشر رمضان، و كونها في ثاني عشر ربيع الأول هو ما عليه الجمهور، و ذهب جماعة إلى أنها في أوله، و رواه يحيى عن ابن شهاب، و قال: حين زاغت الشمس، و عن أسماء بنت أبي بكر أنه توفي للنصف من ربيع الأول، و قيل: ثانيه، و رجحه السهيلي، و استشكل قول الجمهور بأنهم اتفقوا على أن الوقفة في حجة الوداع كانت الجمعة، فأول ذي الحجة الخميس، فمهما فرضت الشهور الثلاثة توامّ أو نواقص أو بعضها، لم يصح كون الوفاة يوم الإثنين مع كونه ثاني عشر ربيع الأول، و أجاب البارزي باحتمال وقوع الثلاثة كوامل، و اختلاف أهل مكة و المدينة في هلال ذي الحجة: فرآه أهل مكة ليلة الخميس، و لم يره أهل المدينة إلا ليلة الجمعة، فحصلت الوقفة برؤية أهل مكة، ثم رجعوا إلى المدينة فأرخوا برؤية أهلها، فكان أول ذي الحجة الجمعة، و هو و ما بعده كوامل، فأول ربيع الأول الخميس، و ثاني عشرة الاثنين، و لا يخفى بعد هذا الجواب، و قد جزم سليمان التيمي أحد الثقات بأن بدء مرضه (صلّى اللّه عليه و سلم) كان يوم السبت الثاني و العشرين من صفر، و مات يوم الإثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول، و منه يعلم أن صفر كان ناقصا، و لا يمكن أن يكون أول صفر السبت إلا إن كان ذو الحجة و الحرم ناقصين؛ فيلزم عليه نقص ثلاثة أشهر متوالية، و أما على قول من قال: «أول ربيع الأول»؛ فيكون اثنان ناقصين و واحد كاملا، و كذا على قول من قال: «للنصف منه».

و قال البدر ابن جماعة: يحمل قول الجمهور لاثنتي عشرة ليلة خلت: أي بأيامها، فيكون موته في اليوم الثالث عشر، و تفرض الشهور كوامل؛ فيصح قول الجمهور، و يعكر

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 245
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست