responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 243

من الكفار جمعا عظيما، و تزوج جويرية بنت الحارث رئيسهم، فأعتق الناس ما بأيديهم من الأسرى لمكانها، و في هذه الغزاة قال ابن أبي: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ‌ [المنافقين: 8] و قال: لا تُنْفِقُوا عَلى‌ مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا [المنافقين: 7] و ذلك أن ابن أبي خرج في عصابة من المنافقين مع رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) فلما رأوا أن الله قد نصر رسوله و أصحابه أظهروا قولا سيئا، و اقتتل رجل من المهاجرين و رجل من الأنصار، فظهر عليه المهاجري، فقال ذلك ابن أبي لقومه، فأخبر زيد بن أرقم بذلك النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فأجهد ابن أبي يمينه ما فعل، فحزن زيد بن أرقم لذلك، فأنزل الله تصديقه، و استأذن عبد الله بن عبد الله بن أبي النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) في قتل أبيه فيما رواه عروة بن الزبير، فقال له رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): لا تقتل أباك، و لما كان بينهم و بين المدينة يوم تعجل عبد الله بن عبد الله بن أبي حتى أناخ على مجامع طرق المدينة حتى جاء أبوه فقال له ابنه: لا و الله لا تدخلها حتى يأذن لك رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و تعلم اليوم من الأعز و من الأذل، فقال له: أنت من بين الناس؟ فقال: نعم، أنا من بين الناس، فانصرف عبد الله حتى لقي رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) فاشتكى إليه ما صنع ابنه، فأرسل رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى ابنه «أن خلّ عنه» فدخل المدينة، رواه ابن شبة.

و في هذه السنة فرض الحج على الصحيح، كما سيأتي، و الله أعلم.

السنة السابعة من الهجرة

السنة السابعة: فيها قصة أبي سفيان مع هرقل في الشام، و في أولها كتب رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى الملوك و بعث إليهم رسله، ثم كانت خيبر.

قلت: و استصفى صفية بنت حيي بن أخطب من المغنم، فأعتقها و تزوجها، و جاءته مارية القبطية هدية و بغلته دلدل، و أسلم أبو هريرة، و سمته (صلّى اللّه عليه و سلم) زينب بنت الحارث زوجة سلام بن مشكم، ثم صار النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى وادي القرى، فحاصر أهله ليالي و أصاب غلامه مدعم سهم غرب‌ [1] فقتله، و في رجوعه إلى المدينة كان النوم عن صلاة الصبح، و روى بعضهم أنه كان في الرجوع من غزوة تبوك، و قال الواقدي: و في المحرم منها جاء رؤساء اليهود إلى لبيد بن الأعصم- و كان حليفا في بني زريق، و كان ساحرا- فقالوا له: يا أبا الأعصم، أنت أسحرنا، و قد سحرنا محمدا فلم نصنع شيئا، و نحن نجعل لك جعلا على أن تسحره لنا سحرا ينكؤه، فجعلوا له ثلاثة دنانير، و ذكر قصة سحره، و في رواية عن‌


[1] سهم غرب: لا يدرى راميه، فضاع غريمه.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست