responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 242

المدينة، و قالوا: إنا كنا أهل ضرع و لم نكن أهل ريف، فبعثهم النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى لقاحه، و في رواية «إبل الصدقة» و كأنهما كانا معا، فصح الإخبار بالبعث لكل منهما، ليشربوا من أبوالها و ألبانها، فلما صحوا قتلوا الراعي و استاقوا الإبل، فبعث النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) في طلبهم كرز بن خالد الفهري في عشرين، فأتى بهم، فأمر بقطع أيديهم و أرجلهم و سمل أعينهم و طرحهم في الحرة يستسقون فلا يسقون، حتى ماتوا، هذا محصل ما في الصحيح، و ذكر أهل السير أن اللقاح كانت ترعى ناحية الجماوات، و في رواية بذي الجدر غربي جبل عير على ستة أميال من المدينة، و ذكر ابن سعد عن ابن عقبة أن أمير الخيل يومئذ سعيد بن زيد أحد العشرة، فأدركوهم فربطوهم و أردفوهم على خيلهم، و ردوا الإبل، و لم يفقدوا منها إلا لقحة واحدة من لقاحه (صلّى اللّه عليه و سلم) تدعى الحنا، فسأل عنها، فقيل: نحروها، فلما دخلوا بهم المدينة كان رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) بالغابة.

غزوة بني المصطلق (المريسيع)

قال بعضهم: و ذلك مرجعه من غزوة ذي قرد، فخرجوا بهم، نحوه، فلقوه بالزغابة، فقطعت أيديهم و أرجلهم و سملت أعينهم و صلبوا هناك، و الله أعلم.

ثم غزا بني المصطلق، و مر رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) في انصرافه على المريسيع. و فيها كانت قصة الإفك.

قلت: قد قدم غزوة المريسيع في السنة الخامسة، و ذكر أن فيها أنزلت آية التيمم، و قد اقتضى كلامه أن المريسيع وقعت مرتين: في الأولى التيمم، و في الثانية الإفك، و فيه جمع بين ما ذكره كثير من أهل السير من أن المريسيع سنة خمس و بين ما نقله البخاري عن ابن إسحاق أنها سنة ست، لكن قد ثبت في الصحيح أن سعد بن معاذ تنازع هو و سعد بن عبادة في أصحاب الإفك؛ فلو كانت المريسيع التي هي غزاة بني المصطلق سنة ست مع كون الإفك كان فيها لكان ما وقع في الصحيح من ذكر سعد بن معاذ غلطا؛ لأن سعد بن معاذ مات أيام قريظة، و كانت سنة خمس، و قيل: أربع؛ فالأشبه أن بني المصطلق و المريسيع واحد، كلاهما في سنة خمس.

و قد ذكر ابن عبد البر في التمهيد أن التيمم كان في غزاة بني المصطلق، و جزم به في الاستذكار، و سبقه إليه ابن سعد و ابن حبان.

و في البخاري «غزوة بني المصطلق»، و هي غزوة المريسيع» و في الطبراني حديث: كنا مع النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) في غزوة المريسيع غزوة بني المصطلق، و بنو المصطلق بطن من خزاعة، و كان رئيسهم الحارث بن أبي ضرار، و كان معه (عليه الصلاة و السلام) بشر كثير، خرج بهم إليهم لما بلغه أنهم يجمعون له، و كان معه ثلاثون فرسا و أم سلمة و عائشة، فهزمهم و أسر

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 242
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست