responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 227

عبيد الله فنهض به حتى استوى عليها، فقال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): «أوجب طلحة» [1] و صلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) يومئذ الظهر قاعدا من الجراح التي أصابته، و صلّى المسلمون خلفه قعودا.

و في الصحيح من حديث البراء أن أبا سفيان- حين أراد الانصراف- قال: «لنا العزى و لا عزى لكم» فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلم): أجيبوه، قالوا: ما نقول؟ قال: «قولوا: الله مولانا و لا مولى لكم».

و فيه أيضا أن أبا سفيان أشرف يوم أحد فقال: أ في القوم محمد؟ فقال: لا تجيبوه، فقال: أ في القوم ابن أبي قحافة؟ قال: لا تجيبوه، قال: أ في القوم ابن الخطاب؟ فلما لم يجبه أحد قال: إن هؤلاء قتلوا، و لو كانوا أحياء لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه فقال:

كذبت يا عدو الله، قد أبقى الله لك ما يخزيك.

قال ابن إسحاق: فلما أجاب عمر أبا سفيان قال له: هلم إلي يا عمر، فقال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) لعمر: ائته فانظر ما شأنه، فجاء، فقال له أبو سفيان: أنشدك بالله يا عمر أ قتلنا محمدا، فقال عمر: اللهم لا، و إنه ليسمع كلامك الآن، قال: أنت أصدق عندي من ابن قميئة و أبر، ثم نادى أبو سفيان: إنه قد كان في قتلاكم مثل، و الله ما رضيت و ما سخطت، و ما أمرت و ما نهيت، و لما انصرف أبو سفيان و من معه نادى: إن موعدكم بدر العام القابل، فقال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) لرجل من أصحابه: «قل: نعم، هو بيننا و بينكم موعد» ثم بعث رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) علي بن أبي طالب فقال: اخرج في آثار القوم فانظر ما ذا يصنعون و ما ذا يريدون، فإن كانوا قد جنبوا الخيل و امتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة، و إن ركبوا الخيل و ساقوا الإبل فهم يريدون المدينة، و الذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها ثم لأناجزنهم، فخرج علي فرآهم قد جنبوا الخيل و امتطوا الإبل و وجهوا إلى مكة، و فزع الناس لقتلاهم، و انتشروا يبتغونهم، و سيأتي خبرهم و تعيينهم إن شاء الله تعالى في الفصل السادس من الباب الخامس، و بكى المسلمون يومئذ على قتلاهم، فسر المنافقون، و ظهر غش اليهود، و فارت المدينة بالنفاق.

الحكم التي في قصة أحد

قال العلماء: و كان في قصة أحد من الحكم و الفوائد أشياء عظيمة.

منها: تعريف المسلمين سوء عاقبة المعصية، و شؤم ارتكاب النهي؛ لما وقع من الرماة.

و منها: أن عادة الرسل أن تبتلى و تكون لها العاقبة.


[1] أوجب: استحق الجنة الثواب.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست