responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 226

و وقع عند أبي يعلى في حديث عمر المتقدم: فلما كان عام أحد عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء، فقتل منهم سبعون.

و في الاكتفاء: أنه لما قتل مصعب بن عمير أعطى رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) اللواء علي بن أبي طالب، فقاتل في رجال من المسلمين، و لما اشتد القتال جلس رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يومئذ تحت راية الأنصار، و أرسل إلى علي أن قدم الراية، فتقدم فقال: أنا أبو القصم، فناداه أبو سعد بن أبي طلحة: هل لك يا أبا القصم في البراز من حاجة؟ قال: نعم، فبرزا بين الصفين، فاختلفا ضربتين: فضربه علي فصرعه، ثم انصرف و لم يجهز عليه‌ [1]، فقال له أصحابه: أ فلا أجهزت عليه؟ فقال: إنه استقبلني بعورته، فعطفتني عليه الرحم، و عرفت أن الله قد قتله.

و قد قيل: إن سعد بن أبي وقاص هو الذي قتل أبا سعد هذا.

و روى الطبراني برجال الصحيح عن ابن عباس قال: دخل علي بن أبي طالب على فاطمة يوم أحد فقال: خذي هذا السيف غير ذميم، فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلم): لئن كنت أحسنت القتال فقد أحسنه سهل بن حنيف و أبو دجانة بن خرشة.

و ذكر في الاكتفاء دخول الحلقتين من حلق المغفر في وجنته (صلّى اللّه عليه و سلم) و أنه وقع في حفرة من الحفر التي عمل أبو عامر الراهب ليقع فيها المسلمون و هم لا يعلمون، فأخذ علي بيده، و رفعه طلحة حتى استوى قائما، و مص مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري الدم من وجهه، و نزع أبو عبيدة بن الجراح إحدى الحلقتين من وجهه (صلّى اللّه عليه و سلم) فسقطت ثنيته، ثم نزع الأخرى فسقطت ثنيته الأخرى، و رمى سعد بن أبي وقاص دون رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) قال سعد: فلقد رأيته يناولني النبل و يقول: «ارم فداك أبي و أمي»، و أصيب يومئذ عين قتادة بن النعمان فردها رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) بيده، فكانت أحسن عينيه، و أصيب فم عبد الرحمن بن عوف فهتم، و جرح عشرين جراحة أو أكثر أصابه بعضها في رجله فعرج، فلما انتهى رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى الشعب و معه أولئك النفر من أصحابه، فبينا هم في الشعب إذ علت عالية من قريش: الجبل، فقال: اللهم إنه لا ينبغي لهم أن يعلونا، فقاتل عمر بن الخطاب و رهط معه من المهاجرين حتى أهبطوهم من الجبل، و نهض رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى صخرة من الجبل ليعلوها فلم يستطع، و قد كان بدّن‌ [2] و ظاهر بين درعين‌ [3]، فجلس تحته طلحة بن‌


[1] أجهز على الجريح: أسرع في قتله و تمم عليه.

[2] بدن: سمن و- ضخم.

[3] ظاهر بين الدرعين: طابق بينهما.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست