responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 216

في مائتي راكب، و قيل: في أربعين، حتى أتوا العريض، فحرق نخلا، و قتل رجلا من الأنصار و أجيرا له، فخرج رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) في طلبه، و جعل أبو سفيان و أصحابه يتخففون للهرب فيلقون جرب السويق، فأخذها المسلمون فرجعوا، و ذلك بعد بدر، فإن أبا سفيان حلف بعدها أن لا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدا، ففعل ذلك، و رأى أن يمينه انحلت، و الله أعلم.

ثم مات عثمان بن مظعون في ذي الحجة، فهو أول من مات من المهاجرين بالمدينة، ثم صلّى رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) صلاة العيد، ثم ضحى بكبش، ثم بنى علي بفاطمة في ذي الحجة.

قلت: و قال النووي: و توفيت في ذي الحجة منها رقية ابنته (صلّى اللّه عليه و سلم) لكن ذكر أهل السير ما يقتضي أن وفاتها كانت في رمضان منها، و الله أعلم.

السنة الثالثة من الهجرة

السنة الثالثة: ثم قال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): «من لكعب بن الأشرف»؟ فقال محمد بن مسلمة: أنا له، ثم قتله.

قلت: ابن الأشرف كان أصله عربيا من نبهان على ما قاله ابن إسحاق، أتى أبوه المدينة فخالف بني النضير، فشرف فيهم، و تزوج بنت أبي الحقيق، فولدت له كعبا، و كان جسيما شاعرا، و هجا المسلمين بعد وقعة بدر، و خرج إلى مكة و أنشدهم الأشعار، و بكى أصحاب القليب‌ [1] من قريش، و نزل فيهم على المطلب بن أبي وداعة السهمي، و عنده عاتكة بنت أبي العيص ابن أمية، فهجاه حسان و هجا امرأته عاتكة، فطردته، فرجع إلى المدينة و شبب بنساء المسلمين، و كان يهجو رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و يحرض عليه كفار قريش، و قيل: صنع طعاما و واطأ يهود أن يدعو النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فإذا حضر فتكوا به، ثم دعاه، فأعلمه جبريل فقام منصرفا و قال: «من لكعب بن الأشرف» فانتدب له محمد بن مسلمة في نفر، و احتال عليه حتى نزل له ليلا فقتله، و قيل: أمر رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) سعد بن معاذ أن يبعث رهطا ليقتلوه، و الله أعلم.

غزوة الكدر

ثم غزا غزوة الكدر، و كان حامل لوائه علي بن أبي طالب، فرجع و لم يلق كيدا.

قلت: خرج فيها رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يريد بني سليم، و استخلف سباع بن عرفطة، و قيل:


[1] القليب: البئر. أصحاب القليب: المشركون الذين قتلوا ببدر، و طرحوا بالبئر.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست