responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 181

و جعل (صلّى اللّه عليه و سلم) النقباء على عدة الأسباط، و روى أنه نقب على النقباء أسعد بن زرارة، فتوفي بعد و المسجد النبوي يا بنى، قيل: فاجتمعت بنو النجار إلى رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و سألوه أن يجعل منهم شخصا بدله نقيبا عليهم، فقال لهم: أنتم أخوالي، و أنا فيكم، و أنا نقيبكم، و كره (صلّى اللّه عليه و سلم) أن يخص بها بعضهم دون بعض، فكان ذلك من فضل بني النجار الذي يعدون.

قال ابن إسحاق: و حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) قال للنقباء: أنتم كفلاء على قومكم كفالة الحواريين لعيسى بن مريم، قالوا: نعم.

و حدث عاصم بن عمر بن قتادة أن القوم لما اجتمعوا للبيعة قال العباس بن عبادة بن نضلة أخو بني سالم بن عوف: يا معشر الخزرج، هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟

قالوا: نعم، قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر و الأسود من الناس، فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت‌ [1] أموالكم مصيبة و أشرافكم قتلا أسلمتموه فمن الآن، فهو و الله إن فعلتم خزي الدنيا و الآخرة. و إن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على ما ذكرت لكم فهو و الله خير الدنيا و الآخرة، قالوا: فإنا نأخذه على ما قلت، فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا؟ قال: الجنة، قالوا: ابسط يدك، فبسط يده فبايعوه.

قال عاصم: ما قال ذلك العباس إلا ليشد العقد في أعناقهم، و قال غيره: أراد التأخير تلك الليلة رجاء أن يحضر عبد الله بن أبي بن سلول فيكون أقوى للأمر.

أول من بايع‌

قال ابن إسحاق: فبنو النجار يزعمون أن أبا أمامة أسعد بن زرارة كان أول من ضرب على يده، و بنو عبد الأشهل يقولون: بل أبو الهيثم بن التيهان، و في حديث كعب المتقدم أنه البراء ابن معرور، ثم بايع القوم.

و في المستدرك عن ابن عباس: كان البراء بن معرور أول من بايع رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) بيعة العقبة، و عند أحمد عن جابر و عند الحاكم في الإكليل عن كعب بن مالك: قال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله اشترط لربك و لنفسك ما شئت، فقال: أشترط لربي أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئا، و أشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم، قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: الجنة، قالوا: ربح البيع، لا نقيل و لا نستقيل، فنزل‌ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ [التوبة: 111] الآية.

و في حديث كعب المتقدم بعد ذكر صراخ الشيطان أن العباس بن نضلة قال للنبي‌


[1] نهكت أموالكم مصيبة: أذهبت أموالكم مصيبة.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست