responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 14

و من معهم نزلوا يوم الأحزاب و يوم أحد أيضا على ما ذكره المطري برومة و ما والاها بالقرب من منازل بني حارثة من الأوس و منازل بني سلمة من الخزرج، و كان الفريقان مع رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) في مركز الحرب، و لذلك خافوا على ذراريهم و ديارهم العدو يوم أحد؛ فنزل فيها: إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَ اللَّهُ وَلِيُّهُما [آل عمران: 122] قال عقلاؤهم: ما كرهنا نزولها لتولي الله إيانا، و دفع الله عنهم ببركة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و صدق نياتهم، و قيل: إن القائل لبني حارثة: «يا أهل يثرب لا مقام لكم» هو أوس بن قيظي و من معه، و قيل: غير ذلك.

قلت: و يرجح القول الثالث أيضا قول الحافظ عمر بن شبّة النميري‌ [1]: قال أبو غسان: و كان بالمدينة في الجاهلية سوق بزبالة في الناحية التي تدعى يثرب، انتهى. و لا شك في إطلاق يثرب على المدينة نفسها، كما ثبت في الصحيح، و شواهده أشهر من أن تذكر، و سيأتي في الفصل الرابع عشر من الباب الثاني ما يقتضي أن الله تعالى سماها قبل أن تعمر و تسكن، فإما أن يكون موضوعا لها، أو هو من باب إطلاق اسم البعض على الكل، أو من باب عكسه على الخلاف المتقدم.

و روى ابن زبالة و ابن شبة نهيه (صلّى اللّه عليه و سلم) عن تسمية المدينة يثرب، و في تاريخ البخاري حديث: من قال يثرب مرة فليقل المدينة عشر مرات»، و روى أحمد و أبو يعلى حديثا:

«من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله، و هي طابة» و رجاله ثقات، و في رواية «فليستغفر الله ثلاثا» و لهذا قال عيسى بن دينار: من سمى المدينة يثرب كتبت عليه خطيئة، و كره بعض العلماء تسميتها بذلك، و ما وقع في القرآن من تسميتها به إنما هو حكاية عن قول المنافقين، و وجه كراهة ذلك إما لأنه مأخوذ من الثّرب- بالتحريك- و هو الفساد، أو لكراهة التثريب و هو المؤاخذة بالذنب، أو لتسميتها باسم كافر، و قد ينازع في الكراهة بما في حديث الهجرة في الصحيحين من قوله (صلّى اللّه عليه و سلم): «فذهب وهلي‌ [2] إلى اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب» و حديث مسلم: «إنه وجهت إلى أرض ذات نخل لا أراها إلا يثرب» و كذا جاء في غيرهما من الأحاديث، و قد يجاب بأن ذلك كان قبل النبي.

أرض الله‌

الثاني: «أرض الله» قال الله تعالى: أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها [النساء:


[1] عمر بن شبة النميري له ترجمة في تهذيب التهذيب (7/ 460) و في خلاصة الخزرجي (283 بولاق) وثّقه الدارقطني، مات سنة 262 من الهجرة.

[2] ذهب وهلي: ذهب وهمي.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست