responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 104

من قدرت، و بعث معه بعض جند، و قال: مر به و لو على بطونهم، فغدا ابن ميناء متطاولا عليهم، و عدا من يذبهم من الأنصار، و رفدتهم قريش‌ [1] فذبوهم حتى تفاقم الأمر؛ فرجع و لم يعمل شيئا. و كتب عثمان بن محمد إلى يزيد يخبره بذلك، و يحرضه على أهل المدينة جميعا؛ فاستشاط غضبا؛ و قال: و الله لأبعثن إليهم الجيوش، و لأوطئنها الخيل. انتهى.

و قال ابن الجوزي: قال أبو الحسن المدائني- و كان من الثقات-: أتى أهل المدينة المنبر فخلعوا يزيد، فقال عبد الله بن أبي عمرو بن حفص المخزومي: قد خلعت يزيد كما خلعت عمامتي، و نزعها عن رأسه، إني لأقول هذا و قد وصلني و أحسن جائزتي، و لكن عدو اللّه سكر. و قال آخر: قد خلعته كما خلعت نعلي؛ حتى كثرت العمائم و النعال.

ثم ولوا على قريش عبد الله بن مطيع؛ و على الأنصار عبد الله بن حنظلة. ثم حاصر القوم من كان بالمدينة من بني أمية في دار مروان. فكتب مروان و من معه إلى يزيد: إنا قد حصرنا و منعنا العذب، فيا غوثاه. فوصل الكتاب إليه. فبعث إلى مسلم بن عقبة- و هو شيخ كبير- فجاء حتى دخل عليه، و قال له: اخرج و سر بالناس، فخرج مناديه، فنادى:

أن تسيروا إلى الحجاز على أخذ أعطياتكم كملا و معونة مائة دينار توضع في يد الرجل من ساعته. فانتدب لذلك اثنا عشر ألف رجل. و كتب يزيد إلى ابن مرجانة أن اغز ابن الزبير، فقال: لا و الله لا أجمعها للفاسق أبدا قتل ابن رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و إغزاء البيت و قال يزيد لمسلم: إن حدث بك حادث فاستخلف حصين بن نمير السكوني. و قال له: ادع القوم ثلاثا، فإن هم أجابوك و إلا فقاتلهم، و إذا ظهرت عليهم فأبحها ثلاثا بما فيها من مال أو سلاح أو طعام فهو للجند، فإذا مضت الثلاث فاكفف عنهم، و انظر علي بن الحسين فاستوص به، فإنه لم يدخل في شي‌ء مما دخلوا فيه، فلما بلغ أهل المدينة إقبال الحصين وثبوا على من كان محصورا من بني أمية، و قالوا: لا نكف عنكم حتى نضرب أعناقكم أو تعطونا عهد الله و ميثاقه ألا تبغوا غائلة [2]، و لا تدلوا لنا على عورة، و لا تظاهروا علينا عدوا، فاعطوهم العهد على ذلك، فأخرجوهم من المدينة، فخرجوا حتى لقوا مسلم بن عقبة، و أرسل إليه مروان ابنه عبد الملك فأشار عليه أن يأتيهم من ناحية الحرة، و أن ينتظرهم ثلاثا ففعل، فلما مضت الثلاث قال: يا أهل المدينة، ما تصنعون؟ قالوا:


[1] رفدتهم قريش: أعانتهم و ساعدتهم على طردهم.

[2] الغائلة (ج) غوائل: الفساد و الشر.

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست