responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم الجغرافيه عند العرب مطبوع ضمن موسوعه الحضاره العربيه الاسلاميه المؤلف : شاكر خصباك    الجزء : 1  صفحة : 6
الثقافة الجغرافية المتنوعة -بالمعنى العريض لهذا المصطلح- تشمل نباتات وحيوانات البادية، إضافة إلى صفاتها الطوبوغرافية، بل وشيئًا من المعرفة الفلكية بالنجوم والكواكب ومساراتها، وقد نشأت لدى البدو عمومًا ثقافة فلكية طيبة انبثقت من طبيعة حياتهم الدائمة الترحال في الليل، والنهار وفي الصيف والشتاء، ومن طبيعة بيئتهم الصحراوية ذات السماء الشديدة الصحو في معظم شهور السنة حيث تملأ النجوم، والكواكب صفحة السماء المترامية الأطراف. ولذلك فقد قيل بأن براعة العرب في علم الفلك ترجع قبل كل شيء إلى صلاحية بيئتهم الطبيعية لتطور هذا العلم، وقد حظي القمر بالمكانة الأولى في معرفتهم الفلكية، إذ كانوا يهتدون به وببقية النجوم في مسراهم الليلي، ولذلك لاحظوا منذ وقت مبكر علاقته بالمجموعات النجمية المتغيرة الواقعة قرب فلكه، وقد حددوا عدد منازلها بمائة وعشرين منزلًا أطلقوا عليها اسم "منازل القمر"، وأعطي لكل واحد منها اسم عربي خالص، كما عرفوا ما لا يقل عن مائتين وخمسين نجمًا إضافة إلى بعض الكواكب المهمة من بينها الزهرة وعطارد. ونتيجة لملاحظتهم السماء، ومراقبة نجوم معينة أمكنهم التنبؤ بحالة الطقس، وتحديد فصول السنة الملائمة، للزراعة "بالنسبة للمستقرين منهم"، وقد عرفوا ذلك باسم النوء "جمعها أنواء"، وقد انعكست هذه المعرفة بأمثلة كثيرة يتداولها الناس، منها:
"إذا طلع الدبران توقدت الحزان، ويبست الغدران وكرهت النيران واستعرت الذبان، ورمت بأنفسها حيث شاءت الصبيان".
"إذا طلع سعد السعود نضر العود، ولانت الجلود وكره في الشمس القعود".
"إذا طلع الدلو فالربيع والبدو والصيف بعد الشتو".
أما معرفتهم الجغرافية بمواقع وجهات الجزيرة، فقد انعكست في شعر الشعراء، فهناك أبيات تشتمل على وصف للمكان، كما تشتمل على أوصاف
اسم الکتاب : علم الجغرافيه عند العرب مطبوع ضمن موسوعه الحضاره العربيه الاسلاميه المؤلف : شاكر خصباك    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست