responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحله ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي المؤلف : ابن بطوطة    الجزء : 1  صفحة : 122
عنده لما جرّبوه من بركته وكذلك فعله مع السقائين متى أحب أن يشرب ولم يزل دأبه كذلك إلى سنة ثمان وعشرين فحج فيها الأمير سيف الدين يلملك فاستصحبه معه إلى ديار مصر فانقطع خبره نفعنا الله تعالى به.
عادة أهل مكة في صلواتهم ومواضع أئمتهم:
فمن عادتهم أن يصلي أول الأئمة إمام الشافعية، وهو المقدم من قبل أولي الأمر. وصلاته خلف المقام الكريم مقام إبراهيم الخليل عليه السلام في حطيم له هنالك بديع وجمهور الناس بمكة على مذهبه. والحطيم خشبتان موصول ما بينهما بأذرع شبه السلم تقابلهما خشبتان على صفتهما وقد عقدت على أرجل مجصصة وعرض على أعلى الخشب خشبة أخرى فيها خطاطيف حديد يعلق فيها قناديل زجاج فإذا صلى الإمام الشافعي صلى بعده إمام المالكية في محراب قبالة الركن اليماني ويصلي إمام الحنبلية معه في وقت واحد مقابلاً ما بين الحجر الأسود والركن اليماني ثم يصلي إمام الحنفية قبال الميزاب المكرم تحت حطيم له هنالك ويوضع بين أيدي الأئمة في محاربهم الشمع وترتيبهم هكذا في الصلوات الأربع وأما صلاة المغرب فإنهم يصلونها في وقت واحد كل إمام يصلي بطائفته ويدخل الناس من ذلك سهو وتخليط فربما ركع المالكي بركوع الشافعي وسجد الحنفي بسجود الحنبلي وتراهم مصيخين كل واحد إلى صوت المؤذن الذي يسمع طائفته لئلا يدخل عليه السهو.
ومن عادتهم في يوم الجمعة أن يلصق المنبر المبارك إلى صفح الكعبة الشريفة فيما بين الحجر الأسود والركن العراقي ويكون الخطيب مستقبلا المقام الكريم فإذا خرج الخطيب أقبل لابسا ثوب سواد معتما بعمامة سوداء وعليه طيلسان أسود كل ذلك من كسوة الملك الناصر وعليه الوقار والسكينة وهو يتهادى بين رايتين سوداوين يمسكهما رجلان من المؤذنين وبين يديه أحد القومة في يده الفرقعة وهي عود في طرفه جلد رقيق مفتول ينفضه في الهواء فيسمع له صوت عال يسمعه من بداخل الحرم وخارجه فيكون إعلاما بخروج الخطيب ولا يزال كذلك إلى أن يقرب من المنبر فيقبل الحجر الأسود ويدعو عنده ثم يقصد المنبر والمؤذن الزمزمي وهو رئيس المؤذنين بين يديه لابسا السواد وعلى عاتقه السيف ممسكا بيده وتركز الرايتان عن
اسم الکتاب : رحله ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي المؤلف : ابن بطوطة    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست