responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحله ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي المؤلف : ابن بطوطة    الجزء : 1  صفحة : 121
قبل ذلك صحيح العقل خديما لولي الله تعالى نجم الدين الأصبهاني أيام حياته.
وكان حسن المجنون كثير الطواف بالليل وكان يرى في طوافه بالليل فقيراً يكثر الطواف ولا يراه بالنهار فلقيه ذلك الفقير ليلة وسأله عن حاله وقال يا حسن أن أمك تبكي عليك وهي مشتاقة إلى رؤيتك وكانت من إماء الله الصالحات أفتحب أن تراها قال له نعم. ولكني لا قدرة لي على ذلك فقال له نجتمع ها هنا في الليلة المقبلة أن شاء الله تعالى فلما كانت الليلة المقبلة وهي ليلة الجمعة وجده حيث واعده فطافا بالبيت ما شاء الله ثم خرج وهو في أثره إلى باب المعلى فأمره أن يسد عينيه ويمسك بثوبه ففعل ذلك ثم قال بعد ساعة أتعرف بلدك قال نعم قال ها هو هذا ففتح عينيه فإذا به على دار أمه فدخل عليها ولم يعلمها بشيء مما جرى وأقام عندها نصف شهر وأظن أن بلده مدينة آسفي ثم خرج إلى الجبانة فوجد الفقير صاحبه فقال له كيف أنت فقال ياسيدي اني اشتقت إلى رؤية الشيخ نجم الدين وكنت خرجت على عادتي وغبت عنه هذه الأيام وأحب أن تردني إليه فقال له نعم وواعده في الجبانة ليلا فلما وفاه بها أمره أي يفعل كفعله في مكة شرفها الله من تغميض عينيه والإمساك بذيله ففعل ذلك فإذا به في مكة شرفها الله وأوصاه أن لا يحدث نجم الدين بشيء مما جرى ولا يحدث به غيره فلما دخل على نجم الدين قال له أين كنت يا حسن في غيبتك فأبى أن يخبره فعزم عليه فأخبره بالحكاية فقال أرني الرجل فأتى معه ليلا وأتى الرجل على عادته فلما مر بهما قال له يا سيدي هو هذا فسمعه الرجل فضرب بيده على فمه وقال اسكت أسكتك الله فخرس لسانه وذهب عقله وبقي بالحرم مولها يطوف بالليل والنهار من غير وضوء ولا صلاة والناس يتبركون به ويكسونه وإذا جاع خرج إلى السوق التي بين الصفا والمروة فيقصد حانوتاً من الحوانيت فيأكل منها ما أحب لا يصده أحد ولا يمنعه بل يسر كل من أكل له شيئا وتظهر له البركة والنماء في بيعه وربحه ومتى أتى السوق تطاول أهلها بأعناقهم إليه كل منهم يحرص على أن يأكل من

1 أسفي, بفتح الهمزة والسين وكسر الفاء مدينة على شاطئ البحر المحيط بأقصى المغرب.
اسم الکتاب : رحله ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي المؤلف : ابن بطوطة    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست