responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدان لليعقوبي المؤلف : اليعقوبي، أحمد بن إسحاق    الجزء : 1  صفحة : 9

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم‌

[خطبة الكتاب‌]

الحمد للّه الذي افتتح بالحمد كتابه، و جعل الحمد كفاء لنعمه، و آخر دعاء أهل جنته، خالق السماوات العلى و الأرضين السفلى، و ما بينهما و ما تحت الثرى، العالم بما خلق قبل كونه، و المدبر لما أحدث على غير مثال من غيره، أحاط بكل شي‌ء علما و أحصاه عددا، له الملك و السلطان و العزة و هو على كل شي‌ء قدير و صلى اللّه على محمد النبي و على آله و سلم.

قال أحمد بن أبي يعقوب: إني عنيت في عنفوان شبابي، و عند احتيال سني، و حدّة ذهني بعلم أخبار البلدان، و مسافة ما بين كل بلد و بلد، لأني سافرت حديث السن، و اتصلت أسفاري، و دام تغربي، فكنت متى لقيت رجلا من تلك البلدان سألته عن وطنه و مصره، فإذا ذكر لي محل داره و موضع قراره، سألته عن بلده ذلك في ...

لدته‌ [1] ما هي؟ و زرعه ما هو؟ و ساكنيه من هم من عرب أو عجم؟ ... شرب أهله حتى أسأل عن لباسهم ... و دياناتهم و مقالاتهم و الغالبين عليه و المنرا [2] ... مسافة ذلك البلد، و ما يقرب منه من البلدان .. و الرواحل، ثم أثبتّ كل ما يخبرني به من أثق بصدقه، و أستظهر بمسألة قوم بعد قوم، حتى سألت خلقا كثيرا، و عالما من الناس في الموسم و غير الموسم، من أهل المشرق و المغرب، و كتبت أخبارهم، و رويت أحاديثهم، و ذكرت من فتح بلدا بلدا، و جنّد مصرا مصرا [3] من الخلفاء و الأمراء، و مبلغ خراجه و ما يرتفع من أمواله، فلم أزل أكتب هذه الأخبار و أؤلّف هذا الكتاب دهرا طويلا، و أضيف كل خبر إلى بلده، و كل ما أسمع به من ثقات أهل الأمصار إلى ما تقدمت عندي معرفته.


[1] لدته: لعلها ولادته.

[2] هكذا في الأصل و لم أقف على معناها.

[3] المصر: المدينة، الصقع. (القاموس المحيط، مادة: مصر).

اسم الکتاب : البلدان لليعقوبي المؤلف : اليعقوبي، أحمد بن إسحاق    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست