responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدان لليعقوبي المؤلف : اليعقوبي، أحمد بن إسحاق    الجزء : 1  صفحة : 11

بغداد

و إنما ابتدأت بالعراق‌ [1] لأنها وسط الدنيا، و سرة الأرض، و ذكرت بغداد [2] لأنها وسط العراق، و المدينة العظمى، التي ليس لها نظير في مشارق الأرض و مغاربها سعة، و كبرا، و عمارة و كثرة مياه، و صحة، و هواء.

و لأنه سكنها من أصناف الناس، و أهل الأمصار، و الكور [3]، [و] [4] انتقل إليها من جميع البلدان القاصية و الدانية، و آثرها جميع أهل الآفاق على أوطانهم، فليس من أهل البلد إلا ولهم فيها محلة، و متجر، و متصرّف، فاجتمع بها ما ليس في مدينة في الدنيا.


[1] العراق: بلد مشهور، سمّيت بذلك من عراق القربة، و هو الخرز المثنّي في أسفلها أي أنّها أسفل أرض العرب، و قيل: سمّي عراقا لأنه سفل عن نجد و دنا من البحر. و قيل: العراق شاطى‌ء البحر. و قيل: إنما سمي عراقا لأنه دنا من البحر و فيه سباخ و شجر. (معجم البلدان ج 4/ ص 105).

[2] بغداد: أم الدنيا و سيدة البلاد، و فيها أربع لغات: بغداد، بدالين مهملتين، و بغداذ معجمة الأخيرة (أي بذال)، و بغدان، و بالنون، و مغدان، بالميم بدلا من الباء، تذكّر و تؤنّث. و قيل:

أصل بغداد للأعاجم و العرب تختلف في لفظها إذا لم يكن أصلها من كلامهم و لا اشتقاقها من لغاتهم، قال بعض الأعاجم: تفسيره بستان رجل، فباغ تعني بستان، و داد اسم رجل، و بعضهم يقول: بغ هو اسم لصنم ذكر أنه أهدي إلى كسرى خصيّ من المشرق فأقطعه إيّاها، و كان الخصيّ من عباد الأصنام ببلده، فقال: بغ داد، أي الصنم أعطاني، و قيل: بغ هو البستان، و داد معناها أعطى، و كان كسرى قد وهب لهذا الخصيّ هذا البستان، فقال: بغ داد فسميت به، و قيل: هي اسم فارسي معرّب عن باغ داذويه لأنّ بعض رقعة مدينة المنصور كان باغا لرجل من الفرس اسمه داذويه، و بعضها أثر مدينة دارسة كان بعض ملوك الفرس اختطّها فاعتلّ، فقالوا: ما الذي يأمر الملك أن تسمّى به هذه المدينة؟ فقال: هلدوه وروزه، أي خلّوها بسلام، فحكي ذلك للمنصور، فقال: سمّيتها مدينة السّلام. و قيل: سميت مدينة السّلام: لأن نهر دجلة يقال له: وادي السّلام. (معجم البلدان ج 1/ ص 541).

[3] الكور: جمع كورة، بالضم، هي المدينة و الصقع، (القاموس المحيط، مادة: الكور).

[4] زيادة أثبتناها لسلامة المعنى و اتّساق الكلام.

اسم الکتاب : البلدان لليعقوبي المؤلف : اليعقوبي، أحمد بن إسحاق    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست