دابغ جلد، أو ناسج برد، ملكتكم امرأة و غرّقتكم فأرة و دلّ عليكم الهدهد.
[شبام: جبل عظيم بقرب صنعاء بينها و بينه يوم واحد، و هو صعب المرتقى ليس إليه إلّا طريق واحد. و ذروته واسعة فيها ضياع كثيرة و مزارع و كروم و نخيل و الطريق إليها في دار الملك. و للجبل باب واحد مفتاحه عند الملك، فمن أراد النزول إلى السهل استأذن الملك حتى يأذن بفتح الباب له. و حول تلك الضياع و الكروم جبال شاهقة لا تسلك و لا يعلم أحد ما وراءها إلّا اللّه. و مياه هذا الجبل تنسكب إلى سدّ هناك، فإذا امتلأ السدّ ماء فتح ليجري إلى صنعاء و مخالفيها.
و بها جبل كوكبان، إنه بقرب صنعاء عليه قصران مبنيان بالجواهر يلمعان بالليل كالكوكبين و لا طريق إليهما، قيل إنهما من بناء الجن.
و بار: كانت أكثر الأرضين خيرا و أخصبها ضياعا و أكثرها شجرا و مياها و ثمرا، فكثرت بها القبائل و عظمت أموالهم. و كانوا ذوي أجسام، فأشروا و بطروا لم يعرفوا حق نعم اللّه تعالى عليهم، فبدّل اللّه تعالى خلقهم و صيّرهم نسناسا لأحدهم نصف رأس و نصف وجه و عين واحدة و يد واحدة و رجل واحدة. فخرجوا يرعون في تلك الغياض على شاطئ البحر كما ترعى البهائم، و هم فيما بين و بار و أرض الشحر و أطراف اليمن يفسدون الزرع فيصيدهم أهل تلك الديار بالكلاب، ينفرونهم عن زروعهم و حدائقهم] [1]
[1] ما بين عضادتين نقلناه عن آثار البلاد الذي نص على أنه قد نقله عن ابن الفقيه. انظر ص 63 و 68.