responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 642

حبيب: فجمع نوح مشايخ البلد و مسلمي الترك فسألهم عن الأمر فلم يختلفوا في أنه حق إلّا أنهم لم يعرفوا العلة فيه.

قال أبو العباس: فسمعت إسماعيل بن أحمد أمير خراسان يقول: غزوت الترك في بعض السنين في نحو عشرين ألف رجل من المسلمين فخرج إليّ منهم نحو ستين ألفا في السلاح الشاك فواقعتهم أياما. فإني يوما في قتالهم إذ اجتمع إليّ خلق من غلمان الأتراك و غيرهم من الأتراك المستأمنة فقالوا لي: إن لنا في عسكر الكفرة قرابات و إخوان قد أنذرونا و خوفونا بموافاة [171 أ] فلان- قال: و كان هذا الذي ذكروا عندهم كالكاهن و كانوا يزعمون أنه ينشئ سحاب البرد و الثلج و غير ذلك فيقصد بها من يريد إهلاكهم- و قالوا: قد عزم أن يمطر عسكرنا بردا عظاما لا تصيب البردة إنسانا إلّا قتلته. فانتهرتهم و قلت لهم: ما خرج الكفر من قلوبكم بعد، و هل يستطيع هذا أحد من البشر؟ قالوا: قد أنذرناك و أنت أعلم و الموعد غداة [غد] [1] عند ارتفاع النهار.

قال: فلما كان من الغد و ارتفع النهار نشأت سحابة عظيمة هائلة من رأس جبل كنت مستندا بعسكري إليه. ثم لم تزل تنتشر و يزيد أمرها حتى أظلت عسكري كله. فهالني سوادها و مما رأيت منها و ما سمعت فيها من الأصوات الهائلة، و علمت أنها فتنة فنزلت عن دابتي و صليت ركعتين و أهل العسكر يموج بعضهم في بعض لا يشكّون في البلاء. فدعوت اللّه عزّ و جلّ و عفّرت وجهي في التراب و قلت: اللهم أغثنا إن عبادك يضعفون عن محنتك، و أنا أعلم أن القدرة لك و انه لا يملك الضر و النفع إلّا أنت، إن هذه السحابة إن مطرت علينا كانت فتنة للمسلمين و سطوة للمشركين. فاصرف عنا شرها بحولك و قوتك يا ذا الحول و القوة.

قال: فأكثرت [الدعاء] [2] و وجهي في التراب رغبة و رهبة إلى اللّه و علما أنه لا يأتي الخير إلّا من عنده و لا يصرف السوء غيره. فبينا أنا كذلك إذ تبادر إليّ‌


[1] تكملة يقتضيها السياق.

[2] تكملة من ياقوت.

اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 642
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست