responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 643

الغلمان و غيرهم من الجند يبشرون بالسلامة و أخذوا بعضدي ينهضوني من سجدتي و يقولون: انظر، انظر أيها الأمير. فرفعت رأسي و إذا السحابة قد زالت عن عسكري و قصدت عسكر الترك تمطر عليهم بردا عظاما. و إذا هم يموجون و قد نفرت دوابهم و تقلعت خيمهم و ما تقع بردة على واحد منهم إلّا أوهنته أو قتلته.

فقال أصحابي: نحمل عليهم. فقلت: لا، لأن عذاب اللّه أدهى و أمر، فلم يفلت منهم إلّا القليل و تركوا عسكرهم بجميع ما فيه و هربوا. فلما كان من الغد جئنا [171 ب‌] إلى عسكرهم فوجدنا فيه من الغنائم ما لا يوصف. فحملنا جميع ذلك و حمدنا اللّه على السلامة و علمنا أنه هو الذي سهّل لنا ذلك و ملكنا إياه و الحمد للّه رب العالمين.

ذكر بعض مدن الأتراك و عجائبها

قال سعيد بن الحسن السمرقندي: منهم بادية يحلون و يرتحلون و ينتجعون الغيث و يتبعون الكلأ كما تفعل البوادي في بلد الإسلام. و هم لا يدينون لملك و لا يعطون طاعة لأحد. يغير بعضهم على بعض فيسبون الحرم و الذراري و ربما فارق القوم منهم الحيّ الذي كانوا فيه و صاروا إلى حي آخر و معهم من حرم أهل ذلك الحي الذين قد صاروا إليه و أولادهم قد استعبدوهم فلا يطالبونهم بهم، و هم ينظرون إليهم عبيدا لهم سنّة فيهم و شي‌ء قد اصطلحوا عليه.

و لهم مدن كثيرة في بعضها تجار و أموال و في جميعها أسواق.

فمنها مدينة التغزغز و هي أكبر مدائنهم و أحصنها و لها سور عظيم مبني بالصخر و له خندق دائر به، فيه ماء غزير، و أهلها لهم شدة و إقدام في الحرب و أكثر سلاحهم السيوف.

و من مدنهم أيضا مدينة يقال لها حيوس‌ [1] تقرب من الشاش و هي كبيرة أيضا و أهلها بغير دين و هم شرار خلق اللّه يغير بعضهم على بعض و يقتل أقدرهم‌


[1] كذا في الأصل. و نقترح انها إما أن تكون جبغوكث التي هي من مدن الشاش و معسكرها القديم (حدود العالم 115) أو جبوزن و هي من مدن الشاش أيضا (مسالك و ممالك 260).

اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 643
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست