responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 533

و لما ملك طهمورث بنى بأرض إصبهان في رستاق ماربين و رويدشت.

و في ملك فيروز بن يزدجرد بن بهرام أقحط الناس و لم يمطروا سبع سنين.

فاتصل بفيروز أن رجلا مات في قرية [جوانق‌] من بعض الرساتيق، فخشي أن يكون مات جوعا. فأنفذ نقيبه إلى دار ذلك الرجل ففتشها و وجد فيها ثلاثة جرابي كبار مملوءة حنطة فأخبر الملك بذلك، فأعطاه أربعة آلاف درهم و قال: الحمد للّه الذي قطع المطر عن أهل مملكتي سبع سنين و لم يمت إنسان منهم جوعا.

[و كانت جوانق ماهية، و كانت لقوم لهم أخطار، فسألوا فيروز أن يصير جوانق إلى إصبهان ففعل ذلك‌] [1]. ثم مطر الناس ماه فروردين و روز آبان فصبوا الماء بعضهم على بعض فصارت سنّة إلى اليوم في الصب بعضهم على بعض في ماه و همذان و إصبهان و الدينور و هذه الناحية.

و واد بها [يسمى‌] زرن روذ يخرج من قرية يقال لها بناكان يمر بقرية يقال لها در ثم إلى قرية يقال لها دنبه. و تصب إلى هذه القرية مياه كثيرة، فيكثر الماء هناك و يعظم أمره و يسقي الرساتيق و القرى ثم يغور في رمل [في آخرها] و يخرج بكرمان على ستين فرسخا من الموضع الذي يغور فيه فيسقي أرض كرمان ثم يصب في البحر الشرقي. و كانت معرفتهم بهذا الماء الذي يغور في الرمل و هو الذي يخرج بكرمان. فاستدلّوا بذلك على ما ذكرنا.

و لبعضهم في عذوبة ماء إصبهان:

لست آسى من إصبهان على شي‌ء* * * سوى مائها الرحيق الزلال‌

و نسيم الصبا و مخترق الريح‌* * * و جوّ صاف على كل حال‌

و لها الزعفران و العسل الماذيّ‌* * * و الصافنات تحت الجلال‌

و قال آخر [137 ب‌]:

لست آسى بأصبهان لشي‌ء* * * أنا أبكي عليه عند رحيلي‌


[1] من المختصر.

اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 533
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست