responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 519

يقربها. فلما تم لها شهر، سألها أبوها عن حالها مع زوجها فأخبرته بأنها معه في أنعم عيش و أسره.

قال: و لما رأى شابور صبرها عليه و حسن خدمتها له، دنا منها فعلقت منه و ولدت له ابنا.

فلمّا أتى على شابور أربع سنين، أحب اللّه أن يردّ ملكه عليه. فاتفق أن كان في القرية عرس اجتمع فيه رجالهم و نساؤهم. و كانت امرأة شابور تحمل طعامه إليه في كل يوم. ففي ذلك اليوم اشتغلت عنه إلى بعد العصر لم تحمل إليه شيئا و لا أصلحت له شيئا. فلما كان بعد العصر ذكرته فبادرت إلى منزلها و طلبت شيئا تحمله إليه فلم تجد إلّا رغيفا واحدا من جاورس‌ [1]، فحملته إليه و أدنته منه و هو يسقي الزرع و بينها و بينه ساقية ماء. فلما وصلت إليه لم تقدر على عبور الساقية.

فمدّ إليها سابور [133 أ] المرّ [2] الذي كان يعمل به، فجعلت الرغيف عليه. فلما وضعه بين يديه و كسره و جده شديد الصفرة و رآه على الحديد فذكر قول المنجمين- و كانوا قد حدّدوا له الوقت- فتأمله فإذا هو قد انقضى. فقال للمرأة: اعلمي أيتها المرأة أني سابور، و قصّ عليها قصته ثم اغتسل في النهر و أخرج شعره من الرباط الذي كان قد ربطه عليه و قال لامرأته: قد تمّ أمري و زال شقائي. و صار إلى منزله و أمرها أن تخرج إليه الجراب الذي فيه تاجه و ثيابه، فأخرجته إليه فلبس التاج و ثياب الملك. فلما رآه أبو الجارية كفّر له و سجد بين يديه و حيّاه بتحية الملك.

قال: و كان سابور قد عهد إلى وزرائه و عرّفهم ما قد امتحن به من الشقاء و ذهاب الملك و أنّ مدة ذلك كذا و كذا سنة، و بيّن لهم الموضع الذي يوافونه إليه عند انقضاء شقائه و زوال البلاء عنه و أعلمهم الساعة التي يقصدونه فيها. فأخذ مقرعة كانت معه و دفعها إلى أبي الجارية و قال له: علّق هذه على باب القرية و اصعد السور و انظر ما ترى. ففعل ذلك و صبر ساعة ثم نزل فقال: أرى أيها الملك‌


[1] معرّب گاورس، و هو الدخن بالعربية. (الصيدنة 169).

[2] المرّ: المسحاة.

اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 519
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست