responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 477

أقول لها و نحن على صلاء* * * أما للنار عندك حرّ نار

لئن خيّرت في البلدان يوما* * * فما همذان عندي بالخيار

ثم التفت إلى ابن أبي سرح و قال: يا أبا عبد اللّه! و هذا والدك يقول:

النار في همذان يبرد حرّها* * * و البرد في همذان داء مسقم‌

و الفقر يكتم في بلاد غيرها* * * و الفقر في همذان ما لا يكتم‌

قد قال كسرى حين أبصر تلّكم‌* * * همذان، فانصرفوا فتلك جهنّم‌

و الدليل على هذا أن الأكاسرة كانت لا تدخل همذان، لأن بناءهم متصل من المدائن إلى أزرميدخت من أسدآباد و لم يجوزوا عقبة أسدآباد.

و بلغنا أن كسرى أبرويز همّ بدخول همذان. فلما بلغ موضعا يقال له دوزخ دره و معناه بالعربية باب جهنم أو كهف جهنم، قال لبعض وزرائه: ما يسمى هذا المكان؟ فعرّفه. فقال: انصرفوا. لا حاجة لنا في دخول مدينة فيها ذكر جهنم.

و قال شاعركم و هو وهب بن شاذان الهمذاني:

أما آن من همذان الرحيل‌* * * من البلدة الحزنة الجامدة

فما في البلاد و لا أهلها* * * من الخير من خصلة واحدة

يشيب الشباب و لم يهرموا* * * بها من ضبابتها الراكدة

سألتهم أين أقصى الشتاء* * * و مستقبل السنة الواردة

فقالوا إلى الجمرة المنتهى‌* * * فقد سقطت جمرة جامدة

و قال أيضا:

يوم من الزمهرير مقرور* * * عليه جبّ الضباب مزرور

كأنما حشو جوّه إبر* * * و أرضه وجهها قوارير

و شمسه حرّة مخدّرة* * * تسلّبت حين حمّ مقدور

تخال بالوجه من ضبابتها* * * إذ أخذت جلدة زنابير

اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 477
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست