responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 173

الأجناس و الضروب و الأنواع، و لو أن رجلا خرج من بيته مسافرا في عنفوان شبيبته، و حداثة سنّه، و استقرى البلدان صقعا فصقعا، يتتّبع الكروم مصرا فمصرا.

حتى يهرم، و صغيرا حتى يبدن لتعرّف أجناسه و إحاطة العلم بأنواعه، بل إقليما واحدا من الأقاليم، و ناحية من أقطار الأرض، لأعوزه و غلبه و عزّه و بهره، إذ كان كثرة فنونه و اختلاف أنواعه لا يدرك كالسرنابا [1]، و الخمريّ بطسّوج قطربّل، و الملاحيّ ببغداذ، و الصّقلبيّ و الأحمر بسرّمن‌رأى، و الزّراويّ بالكوفة، و الحلاوي و البيروزيّ و الجرشيّ بالبصرة و أنهارها، و السّمّاقيّ بالأهواز، و عيون البقر بالشام، و المورّقيّ بالبليخ و نهر سعيد، و المختّم بالريّ، و الفارسيّ و الزّرجون و الأسفيذمشك، و السياوشك و الناشقينيّ و البازجنك، و الخرجج بقزوين، و الوفرباي و الماني، و الماسبذيّ بناحية الجبل، و أهل الطبّ مجمعون على أن العنب أكثر غذاء، و أنقى كيموسا من جميع الفواكه و الثمار، و أن الإكثار منه غير ضارّ كضرر التين و الخوخ و سائر الفواكه الرطبة، و أنه حارّ رطب على طبع الحياة، قليل الفضول مولّد للدم الصحيح النقيّ، و أنه ملاوم بجميع الطبائع، نافع لجميع الأسنان في كلّ البلدان، و الأبيض أقلّ حرارة من الأسود، و لخمريّ قطربّل خاصّيّة في الرائحة عجيبة.

و قال الثقفيّ: أطيب الطعام عنب قطيف أصابه الخريف بوادي ثقيف. و قال خالد بن صفوان: من فاته الرازقيّ في إدباره فحقّ لأهله أن يبكوا عليه.

و قال الرسول (صلى اللّه عليه و سلم): كلوا الزبيب فإنه يأكل البلغم، و يطفئ المرّة و يذهب بالنصب، و يشدّ العصب، و يحسن الخلق.

و قالوا: أنفع الأشربة شراب الكرم فإنها أفضل الأشربة، كما أن ثمرتها رأس الثمار، و شجرتها رئيس الأشجار، و إنها دواء لا داء فيه، و خير لا شرّ معه، و أن من أصحّ الدلائل على ذلك و أوضح البرهانات له وصف ربّ العالمين لها باللّذّة،


[1] الصواب: سونايا و هي قرية ببغداد بقيت في موضعها بعد إنشاء بغداد و صارت تعرف بالعتيقة و إليها ينسب العنب الأسود الذي يبكر على سائر العنب مجناه (ياقوت 3: 197، 613).

اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست