responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 172

وَ جَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً فجعل الكرم أصلا للجنّتين و النخل من الزوائد، و قال:

وَ نَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَ حَبَّ الْحَصِيدِ وَ النَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقاً لِلْعِبادِ و قال: أَ تُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ نَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ فالجنّات حدائق الكرم و قال: فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَ عِنَباً وَ قَضْباً وَ زَيْتُوناً وَ نَخْلًا فجعل النخل في ترتيب من الخلق و الكرم في مكانه من التقدّم و قال: وَ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَ غَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَ النَّخْلَ وَ الزَّرْعَ فهل يعرش من الشجر شي‌ء غير الكرم و الجنّة المؤنقة مقصور عليه، و المعروشة المرفوعة العيدان على الخشب و القصب و هي في الفراديس. واحدها فردوس، و الحصرم أرفع من البلح، و الوكاب أطيب من البسر، و العنب ألذّ من الرّطب، و العجد أقلّ غوائل من التمر، و الخمر أنفع من النبيذ، و خلّ الخمر أثقف و أحسن من خلّ الدقل، و الطلاء فوق الدّوشاب، و الحبلة سيّدة النخلة، لأن الحبلة خير و نفع كلّها، و النخلة شرّ و عرّ و كذلك قال بعض المحدثين:

النّخل عبد و هذا الكرم سيّده‌* * * و من يقايس بين التّمر و العنب‌

و ذكر أبو إسحاق أنه رأى بمدينة صنعاء عنبا يقال له المختّم، فوزن منه حبّة فوجدها أكثر من أربعة أساتير، و الأستار أربعة دراهم، و حمل بعض عمّال الرشيد باليمن إليه في بعض ما حجّ عنقودين في محملين على بعير، و قد يحمّل من جبال أرمينية و آذربيجان أخونة عظيمة جدّا يكون دور بعضها عشرين شبرا من خشب الكرمة. قالوا: و أطيب العنب الجرشيّ، و هو دقيق و له عناقيد تكون ذراعا، و منه عيون البقر و هو عنب أسود عظام الحبّ، و منه السّكّر عنب صادق الحلاوة، و منه أطراف العذارى عنب أسود كأنه بلّوط عنقوده نحو الذراع، و منه الضّروع عنب أبيض كبار الحبّ قليل الماء عظيم العناقيد، و منه الكلافيّ منسوب إلى كلاف بلد في شقّ اليمن، و منه الدّواليّ عنب أسود غير حالك، و هل نحن و إن أطنبنا في ذكر العنب، و أسهبنا في نعت منافعه و مناقبه فمعطوه ما له، أو بالغون به استحقاقه، و موفّوه ما هو له من الخصال المحمودة و الخلال المرضيّة، و من طيب الطعم و شدّة الحلاوة، و كثرة الماء، و عموم النفع و وفور الجسم، و صغر العجم، و كثرة

اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست