responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 100

بعفوك يستكين و يستجير* * * عظيم الذّنب مسكين فقير

رجاك لعفو ما كسبت يداه‌* * * و أنت على الّذي يرجو قدير

فقال الربيع: أسألك بحقّ من ترجوه لما تريد إلّا رددت ما تقول، فجعل يردّده، فقال الربيع: زدني يرحمك اللّه فقال:

فقد علم الإله بما ألاقي‌* * * من الحبّ الّذي ستر الضمير

فقال الربيع: وا سوأتاه من استماعي دعاء لغير اللّه جلّ و عزّ.

و مر سفيان الثّوريّ برجل يبكي و يقول:

أتوب إلى الّذي أمسى و أضحى‌* * * و قلبي يتّقيه و يرتجيه‌

تشاغل كلّ مخلوق بشي‌ء* * * و شغلي في محبّته و فيه‌

قال له سفيان: يا هذا لا تقنط كلّ هذا القنوط، و لا تيأس من اللّه فإن اللّه يقبل التوبة عن عباده، و ذنبك بين المقصّر و الغالي، فإن كنت قد أسلفت ذنوبا فإنك من الإسلام لعلى خير كثير، استغفر اللّه و تب إليه، و أقلل من هذا البكاء، عصمنا اللّه و إيّاك، فنعم ما شغلت به نفسك، فقال الرجل:

عسى قلب الممكّن من فؤادي‌* * * يرقّ لترك طاعة عاذليه‌

فقال سفيان: اللهمّ أعذنا من الحور بعد الكور: و لا تضلّنا بعد إذ هديتنا، أعزب عزب اللّه بك.

و قال إبراهيم بن الفرج: مرّ خليل الناسك بغرفة مخلّد الموصليّ الشاعر و هو لا يعرفه فسمعه يقول:

أسأت و لم أحسن و جئتك هاربا* * * و أنّى لعبد غير مولاه مهرب‌

فوقف الخليل و مخلّد يردّد البيت و يبكي، و الخليل يبكي معه، ثم ناداه: يا قائل الخير عد، يا سائل الفضل زد، فقال مخلّد: نعم و كرامة يا أبا محمّد:

غزال إذا قبّلته و لثمته‌* * * رشفت له ريقا من الشّهد أطيب‌

اسم الکتاب : البلدان لابن الفقيه المؤلف : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست