اسم الکتاب : الإشارات إلى معرفة الزيارات المؤلف : الهروي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 75
الأسود إلى الركن الذي تجاهه من جهة الجنوب اثنتين و عشرين ذراعا، و من الجانب الشمالى تجاهه عشرين ذراعا، و دورها مائة و خمس أذرع.
و لم تزل كذلك إلى أن هدمتها قريش و عمّرتها قريش فى عهد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و صغروها عما كانت عليه أولا، و بقى منها فى الحجر ست أذرع و نصف و زادوا فى ارتفاعها تسع أذرع فصار ارتفاعها ثمان و عشرة ذراعا، و كانت عمارتها سافا [1] من خشب و سافا من الحجارة، فكان الخشب خمسة عشر مدماكا و الحجر ستة عشر مدماكا، و كان فيها ست سوارى، و كان بها صور الملائكة و الأنبياء : و الشجرة و صورة إبراهيم 7 و الأزلام بيده و صورة عيسى بن مريم و أمه 7، فلما كان عام الفتح أمر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فطمست جميع الصور ما عدا صورة المسيح و أمه و كان بها قرنا الكبش الذي ذبحه إبراهيم 7 معلقة داخل الكعبة.
و بقيت كذلك إلى عهد ابن الزبير فاحترقت، و لما بناها ابن الزبير رضى اللّه عنه أدخل الحجر فيها فبقيت عريضة قصيرة فزاد فى ارتفاعها تسع أذرع فطولها فى السماء سبع و عشرون ذراعا، و هى سبعة و عشرون سافا من الحجارة، و جعل عرض حائطها ذراعين، و عمل فيها ثلاث سوارى، و عمل لها بابين: بابا من المشرق و بابا من المغرب، و عمل المصراعين طولهما إحدى عشرة ذراعا.
فلما قتله الحجاج خرب ما عمره ابن الزبير فى الحجر و ركّ بحجارته أرض البيت و جعل أرض البيت مرتفعا عن أرض الحرم بأربع أذرع و نصف ذراع، و سد باب الكعبة الغربى و عمل لها هذين المصراعين، طول كل واحد ست أذرع و نصف، كما ذكروا فى التواريخ، و اللّه أعلم.
يقول مؤلف هذا الكتاب على بن أبى بكر الهروى: رأيت الباب الذي فتحه ابن الزبير غربى الكعبة و سده الحجاج و عتبته على حالها و عددت حجارتها المسدود بها و ذرعت دائر مدينة مكة و مدينة يثرب- حرسهما اللّه تعالى- و ذرعت طول الآبار المشهورة بمكة فلما غرقت كتبى عجزت عن إثبات ذلك، و إن كان لا فائدة فيه.
[1] الساف: كل صنف من اللّبن أو الآجرّ فى الحائط: و هو المدماك.
اسم الکتاب : الإشارات إلى معرفة الزيارات المؤلف : الهروي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 75