بلاد التّرك‌

و هي بلاد عظيمة واسعة. تتصل بالبحر الشامي‌ [1] بالشمال، و بلاد التغزغز [2] في الشرق.

و هم أهل بأس و نجدة، و لهم مناظر و أجسام. و هم أحذق الناس بعمل اللبود [3]، لأنها ملابسهم، و عندهم الألبان، و الصيد كثير.

و بلادهم كثيرة البرد و الثلج‌ [4]. و لهم أسراب في الأرض، يدخلونها من شدة البرد.

[1] بلاد الأتراك التي يتحدث عنها المؤلف لا تتصل بالبحر الشامي (المتوسط)، و ما اتصل منها بالبحر المتوسط هي بلاد سلاجقة الروم و هي لاحقة على عصره، و قد تحدث عنها في كلامه على القسطنطينية و لعله يتحدث عن بحر بنطس أو البحر الأسود اليوم.

[2] التغزغز، صنف من الأتراك، و يعرفون أيضا بالغزية أو الأوغوز.

[3] يتحدث ابن فضلان في رسالته 116 عن اللبود التركية.

[4] يتحدث جميع الجغرافيين عن الثلج في بلاد الأتراك، فيما أرعب تلجهم ابن فضلان (الرسالة 116).