responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : انساب الاشراف للبلاذري المؤلف : البلاذري    الجزء : 9  صفحة : 370
وهو الثُّعَل [1] وكان أحول، شهدَ بدرًا وأُحدًا والخندق والمشاهد كلها، وقتل يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة وهو ابن ثلاث أو أربع وخمسين سنة. وكان أبو حذيفة من مهاجرة الحبشة فِي المرتين جَميعًا، ومعه امرأته سهلة بنت سهيل بْن عَمْرو من بني عَامِر بْن لؤي.

فولد له بالحبشة: مُحَمَّد بن أبي حذيفة
وأمه سهلة. وعاصم بن أبي حذيفة وأمه بنت عَمْرو بن حرب بن أمية، ولا عقبَ له ولا لِمحمد أيضًا، فلما قتل أبو حذيفة كفله عُثْمَان بن عَفَّان وأحسنَ إليه ومانه [2] وأنفقَ عليه، فلمّا خرجَ عَبْد اللَّهِ بْن سَعْد بْن أَبِي سرح إلى مصر واليًا عليها من قبل عُثْمَان، خرج مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر وَمُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة إلى مصر. فغزوا فِي البحر سنة أربع وثَمانين، فصلى عَبْد الله بن سَعْد فكبر مُحَمَّد بن أبي حذيفة خلفه تكبيرًا أفزعه فنهاهُ وقال: لولا أنك حدث أحمق لقاربت بين خطاك.
وكان يعيبه ويعيب عُثْمَان بتوليته إياه، ويقول: ولي عُثْمَان رجلا أباحَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دمه يَوْم الفتح، ونزل الْقُرْآن بكفره. ثُمَّ أظهر الطعن عَلَى عُثْمَان وذم سيرته، فكتب عَبْد اللَّهِ بْن سَعْد بْن أَبِي سرح إِلَى عُثْمَان: «إِن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، وَمُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة قد أنغلا عليك المغرب وأفسداه» .
فقال عُثْمَان: اللهم إني ربيته رحمة له وصلة لقرابته، وكتب إلى عَبْد اللَّهِ بْن سَعْد بْن أَبِي سرح: «أما مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر فإني أدعه لأبي بكر وعائشة، وأما ابْن أَبِي حُذَيْفَةَ فإنه ابني وَابْن أخي، وأنا ربيته وهو فرخ قريش» .
فكتب عَبْد الله بن سَعْد: «إن هذا فرخ قد استوى ريشه، ولم يبق

[1] طبقات ابن سعد ج 3 ص 84- 85.
[2] مانه: قام بكفايته. القاموس.
اسم الکتاب : انساب الاشراف للبلاذري المؤلف : البلاذري    الجزء : 9  صفحة : 370
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست