responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحفه اللطيفه في تاريخ المدينه الشريفه المؤلف : السخاوي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 245
نفسه حينئذ وكأنه أضر في آخر عمره وشاخ ونزل عنها لولده أبي غانم منصور وكان ما سيأتي في ترجمته وأقام جماز بداره التي بناها في عرصة السوق المعروفة بدار خزيمة حتى مات في صفر أربع وسبعمائة وكان قد بنى قلعة ليتحصن فيها ويكشف منها ضواحي المدينة قال ابن فرحون وهو أول من أدركته من أمراء المدينة وكان شجاعا مهيبا سائسا حازما ذا رأي صليب وهمة علية ترقت همته إلى أن قصد صاحب مكة وهو الأمير نجم الدين أبو نمى محمد ابن صاحبها أبي سعد بن علي بن قتادة الحسني وحاصره وانتزع منه مكة فاستولى عليها وحكم فيها وأقام بها يسيرا ثم عادت إلى أبي نمى وذلك في سنة سبع وثمانين وستمائة وكان والده الأمير شيحة متوليا المدينة انتزعها من الجمامزة في سنة أربع وعشرين وستمائة كما سيأتي في ترجمته وذكره المجد فقال كان بطلا باسلا وعمنيا منازلا ومهيبا سائسا وقليبا حمارسا وفتاكا صرمرما وسفاكا غشمشما وقرما هماما وعبقريا قمقاما ترقت به همته إلى أن قصد مكة في صكة عمى وأراد انتزاعها من يد الأمير نجم الدين أبي نمى فهجم على مكة هجوم الطيف وافتض عذرتها بحد السيف وذلك أنه بات ليالي على بابها مخيما وعلى إخراجه منها عازما مصمما فحاصرهم وقاتلهم ودافعهم ونازلهم إلى أن دب إليها واستولى عليها وخرج الأمير نمى منها وصدق عزم جماز مكة ولم يمتها واستقر بها مدة حاكما وصار الخمول متكامنا والسعد متراكما ثم رد الله تعالى مكة إلى أبي نمى وجمع الزمان بين غيلان ومي وعاد جماز إلى محل ولايته باسطا على المدينة ظل رايته وكانت ولايته وراثة عن والده ومنه كان تهيأ تناول مقالده ولكن لم تصف له إلا بعد هزاهز ومنازعات بينه وبين مالك وعيسى وغيرهما من ذوي قرابتهم الجمامز كما ذكرناه في ترجمة شيحة مطولا وبيناه مجملا ومفصلا وكان جماز ذا رأي سديد وقلب مجيد وجأش جليد وسماح على ذوي قرابته عظيم وعطاء إلى بني عمه عميم ولم يزل يبرهم بالإنعام الجزيل ويغمرهم بالنوال الحفيل إلى أن استمال قلوبهم وملك بجوده غالبهم ومغلوبهم وكان أولاده أحد عشر ولدا كأنهم أسود منهم منصور وسند ومقبل وودي وقاسم وجوشن وراجح ومبارك وثابت ومسعود وكان له من الأخوة ثمانية يحطمون ببأسهم المحاطم الأسود منهم منيف وعيسى وأبو رديني جد الردينية ومحمد جد الفواطم ولم يزل جماز مستقلا في ولايته إلى رأس السبعمائة فلما وجد شمس الشباب قد غربت في عين حمئة وارتفع السن وتقعقع الشن وخان البصر وماتت القوى والقدر نزل عن المنصب لأبر أولاده منصور وفوض إليه أمر الإمارة بحضور الجمهور وحالف الناس على معاملته بالطاعة والنصرة والوفاء وأمر أن يخطب له بحضرته على منبر هذا النبي صلى الله عليه وسلم المصطفى وقال شيخنا في درره وليها قديما بعد قتل أبيه وقدم مصر سنة اثنتين وتسعين فأكرمه الأشرف خليل وعظمه وبشفاعته أفرج عن أمير الينبع ورضي

اسم الکتاب : التحفه اللطيفه في تاريخ المدينه الشريفه المؤلف : السخاوي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 245
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست