اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 6 صفحة : 482
و في السند من لا يعرف، و يعارض ذلك ما أخرجه أبو داود في السنن من طريق ثابت بن الحجاج، عن أبي موسى عبد اللَّه الهمدانيّ، عن الوليد بن عقبة، قال: لما افتتح رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم فيمسح على رءوسهم، فأتى بي إليه، و أنا مخلق فلم يمسني من أجل الخلوق.
قال ابن عبد البر: أبو موسى مجهول، و من يكون صبيا يوم الفتح لا يبعثه النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) مصدقا بعد الفتح بقليل.
و قد ذكر الزّبير و غيره من أهل العلم بالسير أن أم كلثوم بنت عقبة لما خرجت إلى النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) مهاجرة في الهدنة سنة سبع خرج أخواها الوليد و عمارة ليردّاها، فمن يكون صبيا يوم الفتح كيف يكون ممن خرج ليرد أخته قبل الفتح.
قلت: و مما يؤيد أنه كان في الفتح رجلا أنه كان قدم في فداء ابن عم أبيه الحارث بن أبي وجزة بن أبي عمرو بن أمية، و كان أسر يوم بدر، فافتداه بأربعة آلاف، حكاه أصحاب المغازي، و نشأ الوليد بعد ذلك في كنف عثمان إلى أن استخلف، فولاه الكوفة بعد عزل سعد بن أبي وقاص، و استعظم الناس ذلك.
و كان الوليد شجاعا شاعرا جوادا.
قال مصعب الزّبيريّ: و كان من رجال قريش و سراتهم، و قصة صلاته بالناس الصبح أربعا و هو سكران مشهورة مخرجة، و قصة عزله بعد أن ثبت عليه شرب الخمر مشهورة أيضا مخرجة في الصحيحين، و عزله عثمان بعد جلده عن الكوفة، و ولاها سعيد بن العاص.
و يقال: إن بعض أهل الكوفة تعصّبوا عليه، فشهدوا عليه بغير الحق. حكاه الطبري.
و استنكره ابن عبد البرّ.
و لما قتل عثمان اعتزل الوليد الفتنة، فلم يشهد مع علي و لا مع غيره، و لكنه كان يحرّض على قتال علي بكتبه و بشعره.
و من ذلك ما كتببه إلى معاوية لما أرسل إليه علي جريرا يأمره بأن يدخل في الطاعة، و يأخذ البيعة على أهل الشام، فبلغ ذلك الوليد، فكتب إليه من أبيات:
أتاك كتاب من عليّ بخطّه* * * هي الفصل فاختر سلمه أو تحاربه
فإن كنت تنوي أن تجيب كتابه* * * فقبّح ممليه و قبّح كاتبه
[الطويل] و كتب إليه أيضا من أبيات:
اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 6 صفحة : 482