اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 6 صفحة : 291
شخص اختلق اسمه بعض الكذّابين من المغاربة، أخبرنا الكمال أبو البركات بن أبي زيد الكناسي إجازة مكاتبة، قال: صافحني والدي و قد عاش مائة، قال: صافحني الشيخ أبو الحسن علي الحطاب، بالحاء المهملة، بمدينة تونس، و عاش مائة و ثلاثين سنة، قال:
صافحني الشيخ أبو عبد اللَّه محمد الصقليّ، و عاش مائة و ستين سنة، قال: صافحني أبو عبد اللَّه معمر، و كان عمره أربعمائة سنة،
قال: صافحني رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) و دعا لي، فقال: «عمّرك اللَّه يا معمّر»- ثلاث مرات.
قلت: و هذا من جنس رتن، و قيس بن تميم، و أبي الخطاب، و مكلبة، و نسطور، و قد بسطت ترجمة المعمر بالتشديد في «لسان الميزان» فلم أر الإطالة بذكره هنا.
و قد وجدت للمعمر خبرا آخر ذكرته في حرف العين في عمار، و قصّته تشبه قصّة رتن الهندي، و كان في زمانه ذكر أبو الحسن بن أبي نصر البجّاني أنه رآه في بلدة تسمى قطنة من آخر بلاد الترك، و وجدت له خبرا آخر ذكرته في حرف الجيم في جبير بن الحارث و أنه كان بعد الستمائة أيضا، و رواه الناصر لدين اللَّه العبّاسي، و أنه كان في الصّيد فاستجرّهم الصّيد في طلب الصّيد حتى وقفوا على قرية زعم أهلها أنهم كلّهم من ذرية المعمر أيضا، و قد استوعبت تراجم هؤلاء في كتاب المعمرين. و باللَّه التوفيق.
. ذكر أبو الحسن بن القصّار المالكيّ أن عمر رفع إليه كتاب زوّره عليه معن بن زائدة، و نقش مثل خاتمه، فجلده مائة ثم سجنه، فشفع له قوم، فقال: ذكرتني الطّعن و كنت ناسيا، ثم جلده مائة أخرى، ثم جلده مائة ثالثة، و ذلك بمحضر من العلماء، و لم ينكر عليه أحد، فكان ذلك إجماعا.
قلت: الشأن في ثبوت ذلك، فإن ثبت فيحتمل أن يكون فعل ذلك بطريق الاجتهاد فلم ينكروه، لأن مجتهدا لا يكون حجة على مجتهد، فلا يلزم أن يكونوا قائلين بجواز ذلك،
[2] تاريخ خليفة 425، المعرفة و التاريخ 1/ 139، تاريخ الطبري 8/ 40، 41، تاريخ بغداد 13/ 235، 244، وفيات الأعيان 5/ 244، 254، تاريخ الإسلام 6/ 297، 301، عبر الذهبي 1/ 217، البداية و النهاية 10/ 109، 179، 180، شذرات الذهب 1/ 231.
اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 6 صفحة : 291