اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 6 صفحة : 23
و
أخرج ابن مندة من طريق عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران، عن هبيب، بموحدتين مصغّرا، ابن مغفل، بضم الميم و سكون المعجمة وفاء مكسورة و بعدها لام- أنه رأى محمد بن علبة القرشي يجرّ إزاره، فنظر إليه هبيب، فقال:
أما سمعت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) يقول: «ويل للأعقاب من النّار»؟.
و هذا الحديث صحيح السّند، و هبيب صحابي معروف بهذا الحديث.
و أخرجه أحمد من هذا الوجه، لكن لفظه: عن هبيب أنه رأى محمّدا القرشيّ يجرّ إزاره، فنظر إليه و قال: سمعت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) ... الحديث، كذا عنده: سمعت بلفظ المثناة. و له فيه قصّة.
أخرجه ابن يونس من وجه آخر، عن أبي يزيد أن أبا عمران أخبره قال: بعثني سلمة بن مخلد إلى صاحب الحبشة، فلما حضرت بالباب وجدت هبيب بن مغفل صاحب النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) و محمد بن علبة القرشي، فأذن لمحمد فقام يجرّ إزاره، فنظر إليه هبيب، فقال: سمعت ... الحديث.
و هكذا أخرجه النّسائيّ، من وجه آخر عن يزيد بالحديث دون القصّة، و لم أر عند أحد ممّن أخرجه بلفظ أما سمعت، بزيادة أما التي للاستفهام، و سمعت بفتح التاء، و جوّز بعض المؤلفين في الصّحابة أنها كانت أنا بنون بدل الميم، و اعتمد ابن مندة على الرّواية التي وقعت له حيث ذكر محمد بن علبة في الصّحابة، و لعل ذلك مستند عبد الغني بن سعيد أيضا.
و أخرج أبو نعيم الحديث من طريق مسند أحمد، و قال: ظن بعض المتأخرين أنّ ذكر هبيب لمحمد يقتضي صحبته، و لو كان يعدّ من يجالس صحابيا أو يخالطه الصّحابي صحابيا لكثر هذا النوع. و تعقبه ابن الأثير فأقام عذر ابن مندة.
قلت: و أبو نعيم لم يتأمل سياق ابن مندة الّذي يؤخذ منه أن لمحمد صحبة، و تكلم على السياق الّذي وقع من مسند أحمد، و هو لا يقتضي ذلك.
و ذكر العدويّ في الأنساب أنّ محمّدا صحب النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) و هو صغير. و قال ابن سعد: أمه بلويّة. و قال ابن البرقي: اسمها خولة بنت حمزة بن السليل.